لم يكفِ mtv، ما حدث قبلاً، مع استغلالها إصابة امرأة آتية على طائرة ايرانية لتفتح النار الطائفية والعنصرية على فئة معينة من اللبنانيين. ومع انكشاف قصة العدوى الأولى الآتية من ايطاليا وتحديداً من الآباء اليسوعيين، التزمت المحطة الصمت والتكتم كما باقي القنوات. والبارحة فجرت أزمة في البلاد، وتحديداً على السوشال ميديا، من خلال ترويجها خبراً كاذباً على موقعها الإلكتروني، يفيد بأن وزير الصحة حمد حسن، طلب عزل منطقتيّ جبيل وكسروان، اللتين سجلتا أعلى نسبة إصابة في فيروس كورونا، ويدرس إمكانية عزل منطقتيّ بعبدا والمتن، في حال انتشر الفيروس بشكل أكبر. خبر كان كفيلاً باخراج كل الموبقات الطائفية والعقول التقسيمية، التي سرعان ما التجأت الى السوشال ميديا، لتكب سمومها الطائفية والمناطقية. mtv، لم تكن وحدها في هذا المستنقع. سرعان ما لحق بها موقع «القوات» الذي أخذ يروج لهذه الشائعة، وانبرى وزراؤه السابقون ونوابه، الى التشكيك بوزير الصحة، وطلبوا عزل مناطق بالمقابل، على رأسها الضاحية الجنوبية، بما أنها استقبلت العديد من المسافرين الآتين من ايران! المحطة نفسها، أي mtv، وبعد استخدامها الخفة في التعاطي مع تفشي الوباء، واللعب بقوة على الوتر المناطقي والمذهبي، عادت ونشرت توضيحاً من الوزير، ينفي فيه هذا الخبر، ويؤكد على طلبه التشدد أكثر في الإجراءات الأمنية في المناطق لمنع التجمعات. ومساء، أجرت مقابلة حصرية مع حمد حسن، من دون حتى أن تقدم إعتذاراً او توضيحاً للبلبة التي خلفتها، وتعمّد إشاعة أجواء من التوتر، عادت بنا، الى أيام الحرب الأهلية ومستنقعاتها. وللتأكيد على أن المحطة تضرب بعرض الحائط كل المعايير المهنية والأخلاقية سيما في هذا الظرف، عادت مراسلتها نوال بري، في النشرة المسائية، لتقول بأن خبر عزل المناطق كان مطروحاً في الجلسة السابقة لمجلس الوزراء، وليس في جلسته البارحة، من دون حتى أن تلفت الى الخبر الذي روّجت له محطتها. وعلى الرغم من اجرائها مقابلة حيّة مع الوزير، الا أن بري أصرّت على ترداد بأن «مصادر الوزير قالت للمحطة» بخصوص عزل المناطق! ويبدو من كل ما حدث أمس أن المحطة تعوّل كثيراً على غياب المحاسبة، والمساءلة، وتتصرف كأن شيئاً لم يكن، بعدما أخرجت خطاباً تقسيمياً طائفياً أمس، وكاد بالفعل أن يتحول البلد الى كونتونات ولو افتراضية تسود فيها لغة التقسيم والإنعزال.