ما زال التكتم الإعلامي والرسمي سيد الموقف في السعودية، بعد اعتقال ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان ثلاثة من كبار أمراء العائلة الحاكمة في المملكة: أحمد بن عبد العزيز، ومحمد بن نايف وشقيقه الأصغر نوّاف بن نايف. انسحب هذا الأمر سريعاً على منصات التواصل الإجتماعي، وتحديداً تويتر، الذي سرعان ما ظهرت الهاشتاغات ابان حفلة الإعتقالات، مؤيدةً لولي العهد السعودي وللملك سلمان بن عبد العزيز (أبرزها «#كلنا_سلمان و#كلنا_محمد»، مع شبه اختفاء لتغريدات تنقل ما يحدث في الرياض، أو حتى تدين عملية الإعتقال) في مقابل حملة واسعة هاجمت الأميرين المعتقلين أحمد بن عبد العزيز ومحمد بن نايف، ونُشرت تغريدات في هذا الخصوص تسيء الى سمعتهما وتبرّر اعتقالهما. هذه الماكينة التي تحرّكت بعيد اعتقال كبار الأمراء السعوديين، على تويتر، وقيل إنها تأتي من مصدر واحد (جيوش الكترونية منظمة)، كون التغريدات متشابهة في طريقة التدوين، تظهر بشكل لا يقبل أي التباس سطوة محمد بن سلمان على هذه المنصة، وقدرته حتى على اخفاء اي جدل أو اتهام حيال ما حصل أخيراً في المملكة. هكذا، تعامى الإعلام السعودي بشكل كلّي عن خبر الإعتقال، واكتفى الإعلام الرسمي منه، وتحديداً «الوكالة الرسمية السعودية» ببث فيديو مقتضب يظهر فيه الملك السعودي خلال مراسم أداء القسم لسفيرين سعوديين معينين لدى أوكرانيا والأروغواي، لدحض ما قيل حول صحة الملك، ووفاته أخيراً. على الضفة الأخرى، تتابع «الجزيرة» بدقة لحظة بلحظة تطورات القضية، وتستقي المعلومات من صحف غربية، وتنشرها حول المواقف التي سبقت الاعتقال، وتموضع بعض الأمراء من ضمنهم الأمير أحمد (آخر شقيق للملك على قيد الحياة) قبل اعتقاله يوم الجمعة، ونقلها رفضه الإلتحاق بمشروع محمد بن سلمان، ومبايعته.