شهد يوم السبت الماضي، مواجهات عنيفة بين المتظاهرين والقوى الأمنية المولجة حماية «السراي» الحكومي، استخدمت فيه القوى الأمنية في البداية خراطيم المياه لردع المتظاهرين الذين حاولوا اجتياز الشريط الشائك واستطاعوا تحطيم جزء من البوابة الفاصلة بين ساحة «رياض الصلح»، ومحيط القصر الحكومي. بعدها، امتدت المواجهات الى منطقة «الصيفي»، حيث وقف الجيش كسد منيع لتقدم المحتجين. التغطية التلفزيونية التي امتدت على أكثر من خمس ساعات، خرقها مشهد أب حمل طفله الصغير على يده، ووقف أمام الشريط الشائك بعد تراجع المتظاهرين، فيما بقي وحيداً مع طفله الذي عرّضه للخطر، بعدما أصابتهما خراطيم المياه بشكل مباشر، في محاولة ــ كما يدعي ـــ لإيصال رسالة اليها بأن لا تستخدم العنف المفرط! وإذ به يستخدم طفله الصغير في هذا الطقس القارس، ويضعه أمام مرأى الكاميرات وهو يتعرض لوابل من المياه الباردة. هذا المشهد توقف عنده كثيرون، وما زال الى الآن مثار جدل، الى أن ظهر أمس، من يمكن وصفه بمنقذ الطفل، إذ انتشله من يد أبيه عنوة، بعدما هاله المشهد.

إنه مصوّر الفيديو في وكالة «أسوشيتد برس»، وليد الترك الذي سارع على الفور الى انقاذ الطفل من مياه خراطيم القوى الأمنية. هكذا، أعيد نشر صورته أمس، وهو يهرع بالطفل الى مكان آمن. سجلت تلك اللقطة قناة lbci، وبالتأكيد اسهم هذا الرجل في تخفيف تفاقم أثر هذه الحادثة صحياً على الطفل الصغير. بدوره، تحرّك «سفير الإتحاد لحماية الأحداث» جو معلوف، وبعد استقصائه عن هوية الوالد كما غرّد على تويتر، وتقدم اليوم بإخبار لدى القضاء المختص، قائلاً :«حماية الاحداث خط أحمر، ومن غير المقبول تعريضهم للخطر و لمواجهات مع القوى الأمنية». يذكر أن الأمر عينه، تكرر سابقاً في مواجهات «أسواق بيروت» عندما جلب والد ابنيه الى الأسواق وعرّض حياتهما للخطر، عندما أراد ــ كما قال للإعلام ـ أن يوجه رسالة الى الطرفين المتصارعين بأن يتوقفا عن مواجهة بعضهما!