قبل يومين، دعا مصروفو تلفزيون «المستقبل» الإعلام الى تغطية اعتصامهم مجدداً أمام مبنى القناة في سبيرز «للمساندة في معركة استرداد الحقوق ونيل المستحقات». الإعتصام الذي كان مقرراً اليوم صباحاً، تأجل بشكل مفاجىء، بعد تدّخل الإدارة واطلاقها وعداً جديداً لا يحدد تاريخاً معيناً، باعطاء المستحقات. فقد أعلنت الإدارة أنها ستدفع الرواتب ما بين 23 وأواخر الشهر الحالي في مدة مفتوحة لا توحي بثقة الحدوث. مرة جديدة، تحاول الإدارة امتصاص نقمة المصروفين، الذين لم يقبضوا الا راتبين متأخرين منذ إعلان الإدارة عن بدء دفع المستحقات في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، بعد ضغوط مارسها هؤلاء في الشارع، خرجت للمرة الأولى في «ٍسبيرز» اسوة بالمتظاهرين في الشارع. الصيغة قضت بتقسيط المبالغ المتراكمة على 25 شهراً، بما فيها التعويضات للموظفين والمتعاقدين. ولعلّ الخسارة الكبرى هنا، أن الدفع سيستمر بالليرة اللبنانية، لا بالدولار كما كان الحل سابقاً، الأمر الذي يفقد قيمة لافتة من الراتب الأساسي. إذاً، عادت المماطلة، لتتسيد المشهد في ملف مصروفي القناة الزرقاء، عبر اطلاق وعود واهية، في ظل تفاقم الأزمة الإقتصادية التي تطال جميع اللبنانيين، وتؤثر بشكل مباشر على هؤلاء المصروفين، الذين ظلوا لسنوات محرومين من الإستحصال على حقوقهم المشروعة.