يُعرف جورج غانم منذ أن كان يقدم نشرات الأخبار في lbci، بملامحه الجادة وحتى الجامدة، التي لا تكشف عادة كيفية تفاعله مع الأخبار المقروءة أو الأحداث الميدانية. لكن ما حصل أمس، كان أشبه بالمعجزة، عندما خرج غانم من نفسه وأبدى امتعاضاً شديداً في فقرته على بلاتوه «صار الوقت» (mtv) لدى حديثه عما حصل ليلة الثلاثاء الماضي في «شارع الحمرا». بدا واضحاً على وجه الإعلامي اللبناني استياؤه عندما شبّه ما حدث بـ «الحقد الإجتماعي الطبقي» في طريقة تحطيم واجهات المصارف هناك. خصص غانم حيزاً كبيراً من الفقرة للدفاع عن منظومة المصارف وامتداح حاكم «مصرف لبنان» رياض سلامة الذي «نهض» بهذا القطاع وعمل على توسعته برأي غانم، وتحدث عما حصل في «الحمرا» قائلاً بوجه يشي بالقرف بأنّ المحتجين أعادوا تذكيره بـ «أحزمة البؤس» و«هجوم الريف» و«الإنتقام» منه، وأعطى مثالاً الأرياف السورية في حلب ودمشق وغيرهما إبان «الثورات العربية». وأضاف: «ما حصل خطير بدو علاج اجتماعي». طيلة مداخلة غانم، كان يتساءل عن بدائل النظام المصرفي، ويتحدث عن «التدمير المنهجي للمصارف» ، طبعاً مع إغفال الجزء الأهم المتعلق بإذلال المودعين وسرقة أموالهم. ولم ينس أن يعيد التهويل بأجواء الحرب الأهلية كما حصل إبان بدء الحراك الشعبي، مما أثار موجة استياء عارمة لكلامه حول إمكانية إعادة سيناريو الحرب الأهلية في لبنان. إذاً، نجح الإحتجاج الحاصل في «الحمرا» في كشف ملامح جورج غانم وتعابيره عندما يشعر بالقرف أو الإستياء حيال المساس بالمصارف، وحيال أناس فقراء معدمين مارسوا ردة فعل صغيرة في بحر ما تفعله المصارف بالناس، لنكون بعد هذا المشهد أي أحداث «الحمرا»، أمام فرز واضح إعلامي مارس طبقية فاقعة كما حصل مع mtv، في تعاطيها مع أحداث «الحمرا»، عدا طبعاً التسييس وتوزيع الإتهامات السياسية.