بدأت الأزمة على خط روسيا ــ أوكرانيا تأخذ بعداً آخر، يتمثّل في الأداء الإعلامي لمؤسسات كل من الطرفين. في الثاني من مارس (آذار)، قرّرت خمس مجموعات إعلامية رئيسة في أوكرانيا بعث رسالة مفتوحة إلى زملاء لها في روسيا، تطالبهم بتوخّي «الحرص والمسؤولية» في انتقاء الكلمات التي يستخدمونها لوصف الأزمة الأوكرانية. ولم يمض وقت طويل، حتى تلقت هذه المجموعات ردّاً من جيرانها الروس.
«الإستخدام المفرط لكلمات قاسية مثل الفاشية، ومعاداة السامية، ويد الغرب، أثار حفيظة الإعلام الأوكراني ودفع بالمؤسسات الخمس إلى الإقدام على هذه الخطوة»، قال متحدّث بإسمهم إلى موقع «ماشابل» الأميركي ــ البريطاني المعني بأخبار التكنولوجيا والإعلام.
المبادرة شاركت فيها «ميديا غروب أوكرانيا»، ومجموعة «إنتر ميديا»، و«ستارلايت ميديا»، و«1+1 ميديا»، والقناة الخامسة الرسمية. وفي بيان صحافي مشترك، أكد المدراء التنفيذيون لهذه المجموعات أنّه «ليس هناك ما نختلف عليه»، ليتبعوه برسالة مفتوحة موجّهة إلى المدراء العامين لثلاث مؤسسات إعلامية روسية كبرى هي: القناة الأولى في التلفزيون الروسي، و«شركة البث الإذاعي»، وقناة JSC NTV.
وتابعت الرسالة «أنّنا جميعاً نحبّ التلفزيون، ونؤمن بأنّكم أنتم أيضاً لا تريدون الحرب بين أمّتين شقيقتين»، مطالبة بتغطية «متوازنة وموضوعية لمجريات الأحداث في أوكرانيا، وبتفهّم ودعم موقف وسائل الإعلام المركزية»، وفق ما أوردت صحيفة الـ«غارديان» البريطانية أخيراً. ورأى الموقعون على الرسالة أنّ لا مصلحة لأي من الطرفين في «خلق العداء بين الإخوة الروس والأوكرانيين عبر بث أخبار غير دقيقة وحقائق مشوّهة»، مشددين على أنّه في حال تطوّرت المشكلة إلى نزاع مسلّح «فلن يكون هناك رابح، لأنّ الجميع سيخسر». وحرصت الرسالة على التأكيد أنّ «مواطني البلدين يجمعهم رابط التاريخ والإيمان والدم، لذلك يمكننا فعل أي شيء لمنع وقوع الأسوأ».
بعد مرور يوم واحد فقط، ردّ المسؤولون في المؤسسات الإعلامية الروسية على الرسالة من خلال نشر أخرى مماثلة على الموقع اللإلكتروني الرسمي الخاص بالتلفزيون الرسمي. مضمون الرد أوضح أنّه يصعب على الموّقعين «تصوّر أنفسهم يؤدون دور السلطان التركي، خصوصاً أنّ الإعلام الروسي يعرف وجهته تماماً، كما أنّه إلى جانب الشعب الأوكراني».
بعدها، طالبت الرسالة الطرف الآخر أيضاً بتوخّي «الموضوعية والمسؤولية»، لأنّه إذا التزم الطرفان بذلك فـ«سنعطي صورة شاملة وواضحة عن الحقيقة التي تشكّل في هذا الظرف حجر الأساس لنا جميعاً». الروس اتهموا الحكومة الجديدة في كييف باستهداف صحافييها العاملين على أراضيها، بينما أهل الإعلام في أوكرانيا لا يتعرضون «لأي أذى في موسكو». لكن الرسالة شددت في الختام على «إيمان الموقعين عليها بأنّ السلام بين البلدين آت لا محالة».

يمكنكم متابعة نادين كنعان عبر تويتر | @KanaanNadine