بين «الرينغ» و«وسط بيروت» إعلام يؤبلس... وينزّه

  • 0
  • ض
  • ض
بين «الرينغ» و«وسط بيروت» إعلام يؤبلس... وينزّه
اتهم نخلة عضيمي «حركة أمل» و«حزب الله» بأعمال الشغب في «ساحة النجمة»

بين جسر «الرينغ» و«وسط بيروت» أمتار قليلة، تفصل بين المنطقتين جغرافياً، وبين البقعتين دخلت بعض القنوات التلفزيونية أمس، لتتظهر «عوراتها» في التعاطي مع حدثين. إذ اختلف التعاطي الإعلامي مع ما حدث أمس، مع انحياز تام لمتظاهري «ساحة النجمة»، الى درجة التزوير في الوقائع. طيلة خمسين يوماً، بدء الحراك الشعبي، ودخول عنصر جديد الى المشهد مكنّى بـ «شباب خندق الغميق» التصق بصفات الشغب والفوضى، ظل التعاطي الإعلامي مع هؤلاء على أنهم محزبون ومدفوعون من قبل أحزاب السلطة وتحديداً «حزب الله» و«حركة أمل». وعلى الرغم من تأكيد أمين عام الحزب السيد حسن نصر الله بأن هؤلاء يمثلون مجموعات منفعلة، لا ينضوون تحت خيمة الحزبين المذكورين، الا أن قنوات «الثورة» أصرّت على تسييس هؤلاء، والإفادة من الاصطياد في هذا المستنقع. هذا ما ظهر أمس، مع مقدمة نشرة «الجديد» التي ربطت بين خطاب نصر الله في هذا الخصوص وخروج هذه المجموعات أمس، الى وسط العاصمة، مع ايرادها في نهاية المقدمة، معلومة كاذبة تفيد بأن قوى الأمن استخدمت «اللين مع شغب الرينغ»، و«القمع مع ما وصفتهم بـ «المتظاهرين السلميين» أمام «مجلس النواب»». علماً أن هناك إجماعاً على استخدام مفرط للقنابل المسيّلة للدموع، غزت «الرينغ» أمس، ووصلت الى الأحياء الداخلية للخندق، مما استدعى صرخة استغاثة من أهالي المنطقة المأهولة التي تدفع الثمن في كل مرة. أما بخصوص «المتظاهرين السلميين»، فيمكن أن نبدأ من هنا، لنعرّي ما حصل أمس، قرابة «ساحة النجمة». إذ لا مجال لتكذيب البث المباشر الذي استمر لساعات الفجر الأولى، وقد بدأ بمحاولة مجموعة متظاهرين اقتحام الحواجز الحديدية لمجلس النواب، وتخطي قوى الأمن الداخلي، مما أشعل الأرض، وبدأت بعده حفلات كرّ وفرّ بين المتظاهرين الذين تحولوا فجأة الى مجموعات شغب، ترمي الحجارة على قوى الأمن التي بدورها تمطرهم بوابل من القنابل المسيّلة للدموع. كل هذه المشاهد الحيّة التي نقلتها الشاشات أمس، لم تجرؤ أي وسيلة إعلام على تسمية الأمور بمسمياتها، بل ظلت تسميهم بـ «الناشطين» و «المتظاهرين» كما فعل يزبك وهبة على lbci، وسقطت عنهم أي صفات تخص أعمال الشغب، بل ذهبنا أكثر من ذلك، بعد وقت قليل من حصول هذه المناوشات، الى اعتبار أن مَن أحدث الشغب ينتمي الى «طابور خامس»، كما حاولت «الجديد» تكراره في تغطيتها. وذهب نخلة عضيمي (mtv) علناً، بدون أي شعور بمسؤولية قد تقع عليه كمراسل، الى اتهام مناصري «أمل» و «حزب الله» باختراق صفوف المتظاهرين وإحداثهم أعمال الشغب. هكذا، تحرّكت «موتورات» الفتنة المسائية، مع تعمية واضحة على الأحداث الواقعة على الأرض التي كانت تظهر بوضوح قيام مجموعات من المتظاهرين بأعمال الشغب وتحطيم الممتلكات العامة والخاصة. إذاً، كنا أمس، أمام تغطيتين، الأولى تذهب بها قنوات «الثورة» أبعد ما يكون في الإتهام الجاهز والتسييس، مع إخفاء السبب الحقيقي وراء تحرك هؤلاء الشباب في الإعتراض على الوقفة التضامنية مع خيمة «الملتقى»، كما فعلت mtv، التي اتهمت هؤلاء بأنهم «شبان آتون من منطقة الخندق الغميق لقمع الشارع المسالم ولمنع عملية التغيير»، مقابل اعتبارها المشاغبين أمس في «ساحة النجمة» «متظاهرين سلميين»، عمدت «فرقة مكافحة الشغب وشرطة مجلس النواب الى استعمال القوة لمنع الشعب من الوصول الى برلمانإبقاء صورة نقية «للثوار»، ومؤبلسة لشباب «الخندق الغميق» خدمة الشعب»، من دون طبعاً، أي ذكر لسبب اندلاع المواجهات التي حدثت هناك.في المحصلة، أظهرت تغطيتا أمس، عورات قنوات «الثورة» التي لا تجد حرجاً في استخدام لغة التحريض والفتنة، والتعمية، على الأحداث، بغية خدمة أجندتها السياسية.

0 تعليق

التعليقات