مرة جديدة، يستخدم قضاء العجلة لتقويض حرية الإعلام والنشر. فقد كان لافتاً اليوم لجوء جمعية «رسالة حياة» Misson de Vie، الى هذا القضاء عبر محاميها ميشال حنّوش، لمنع كل من جوّ معلوف، والزميل رضوان مرتضى، من الإدلاء بأي تصريح أو التعليق على القضية التي هزّت الرأي العام اللبناني أول من أمس، بعد كشف انتهاكات فظيعة ترتكب داخل الجمعية، بحق الأطفال والقصّر، تبدأ بالتحرش الجنسي، وسوء المعاملة، ولا تنتهي بالإتجار بالأطفال. وقد لعب كل من الصحافيين دوراً هاماً أكان عبر شاشتيّ «الجديد» أو mtv، أو «الأخبار» في كشف ومتابعة الملف، وسط ضغوط سياسية وكنسية أودت الى الإفراج عن الراهبتين اللتين سيقتا أول من أمس، الى مخفر «الجديدة» بعد تمنعهما عن تسليم الأطفال ومنهم اثنان من الرضّع. القضية أقحمت فيها الطائفية ولاقى من كشف ملابساتها هجوماً واتهامات شتى.

وكان لافتاً، ما حصل مع معلوف الذي تعرّض بدوره لضغوط قضائية، أفصح عنها عبر تغريدة نشرها على حسابه قبل قليل، ولفت الى أن «رسالة حياة» طلبت من القضاء منع عرض حلقته الليلة، وزارت نقيب المحامين ملحم خلف، لمنع إحدى المحاميات من الظهور في البرنامج وكشف «حقائق مثبتة» كما قال. وعلى جهة «الجديد»، فقد تلقت بدورها تبليغاً قضائياً، من قضاء العجلة في بيروت من القاضية هالا نجا، سرد في متنه مسار القضية، وعاد واتهم كلاً من مرتضى ومعلوف بـ «الكذب والإفتراء» و«اختلاق الأكاذيب والأضاليل»، لا بل صنّف الرجلين ضمن «الإعلام الفاسد»، وتضمن طلباً بمنع حلقات مقبلة من «يوميات ثورة» على «الجديد» تتناول قضية الجمعية، الى جانب منعهما من نشر أخبار عبر مواقع التواصل الإجتماعي. وكل ذلك ـــ وفق القرار ــــ حفاظاً على «سمعة الكنيسة والشعائر الدينية والعزة الإلهية». وكان مرتضى بدوره، كشف عبر تويتر عن قرار منعه من ذكر أي تفاصيل تتعلق بالجمعية وبثها عبر حلقة تلفزيونية. وقد قام بارسال ملاحظاته الى القاضية نجا، لإعادة النظر في القرار.