بينما كانت بعض وسائل الإعلام أمس تنقل التظاهرات في المناطق اللبنانية، كنا فجأة أمام نيران مشتعلة في ساحة «رياض الصلح» التقطتها كاميرات القنوات من الجو، ولم تكن فرق المراسلين وقتها في تلك البقعة. هكذا سرعان ما انتشر خبر محاولة احد المتظاهرين حرق نفسه في الساحة، وأثار بدوره هلعاً لمن قرأه سيما بعد حالات انتحار سجلت في الأيام الأخيرة وعمل الإعلام على اختصارها فقط بالأوضاع الإقتصادية الصعبة في البلاد، فيما أكد مختصون نفسيون أن الإقدام على الإنتحار يكون نتيجة تراكم عوامل نفسية وجينية ومحيطية ويزيد عليها العبء الإقتصادي ويودي الى قتل الذات. أمس، تضاربت المعلومات بشأن هذا الرجل الذي قيل عنه أنه في العقد الخامس، ففيما لفت أحد شهود العيان لقناة lbci، الى أن الرجل هدد مراراً بالإنتحار بسبب عجزه عن سد حاجات اطفاله، كانت روايات أخرى تناقض هذه السردية. فقد كان لافتاً تغطية mtv، أمس، لهذه الحادثة، إذ خرجت مراسلتها ميريلا أبي خليل من «رياض الصلح» والى جانبها مجموعة شهود عيان، وراحت تقاطع كلامهم وتفرض رأيها بأن الرجل حاول الإنتحار فعلاً، فيما عدد من هؤلاء أكد أن الأمر ليس كذلك، والا كان احترق من رأسه الى أخمص قدميه وليس كما حصل أمس، بإصابته برجليه ويديه. الفيديو نشره أحد الناشطين، وعلّق عليه عبر تعبيره عن موقفه الخاص من القناة التي لم تفسح المجال أمام الشهود للإدلاء بما عاينوه، بل تحاول التعمية على ما حصل في الساحة. وكان لافتاً أيضاً حذف القناة للفيديو المذكور من موقعها الإلكتروني في مسار يؤكد على جدلية مضمونه.