لم يقنع تبرير الفنان راغب علامة الذي خرج على «الجديد» أخيراً، حول التصريحات التي أدلى بها في الرياض عن حاجة لبنان الى أمثال ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ليحارب الفساد. استشهد علامة ببن سلمان ليدل على ما فعله الرجل أواخر عام 2017، من احتجاز لمجموعة أمراء سعوديين في الفندق الشهير «ريتز». خال علامة هنا أن الأمير السعودي استخدم هذا الأسلوب ليكافح الفساد، ولجأ في حفلته الفنية الى الإستشهاد بهذه الحادثة، واضعاً كل ما يقال حول نهجه في المملكة جانباً. وبعد الحملات العنيفة التي شنّت على الفنان اللبناني، بعد انتشار تصريحه الشهير، كان لافتاً أمس، تغريدة منظمة «هيومن رايتس ووتش» التي خصت بها علامة، وتضمنت رابطاً لتقرير سابق نشر أوائل الشهر الحالي عن «الإنتهاكات الخطيرة» التي مارسها بن سلمان، تحت عنوان «الإصلاحات». تقرير مطوّل يوثق مجموعة الممارسات التي حدثت في العامين الماضيين، أبرزها احتجازه لمجموعة ناشطات سعوديات اعتقلن بسبب دفاعهن عن أبسط الحريات الفردية، وحتى تعرّضن للعنف والضرب ولشتى أنواع المضايقات، من دون أن يخضعن لمحاكمة.

التقرير تضمن أيضاً، جريمة تصفية الصحافي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية في اسطنبول، وسلسلة المقاطعات الدولية التي حدثت لاحقاً في المجال الإقتصادي والسياسي للمملكة على خلفية تورط بن سلمان مباشرة في هذه الجريمة. كذلك يؤكد التقرير على استخدام ولي العهد السعودي مجموعة «الإصلاحات» كي يغطي على باقي ممارساته القمعية وانتهاكه لحقوق الإنسان. وختم تقرير المنظمة الدولية، بدعوة بن سلمان الى الإقدام على إصلاحات حقيقية تراعي حقوق الإنسان وحريات التعبير، وتضمن استقلالية القضاء، ومحاسبة مرتكبي الإنتهاكات، سيما أساليب التعذيب والعقاب التعسفي. وعلى الرغم من الإنتشار الواسع للتغريدة، لم يعلق علامة عليها ولا على مضمون التقرير، لكن يكفي ربما دخول منطمة حقوقية دولية على هذا الخطّ لنتبين مدى خطورة الترويج للأمير السعودي من قبل فنانين معروفين، وتصويره على أنه نموذج يحتذى به في محاربة الفساد في بلاده!