تعيش otv هذه الأيام حالة من التخبّط العارم، الذي يضرب شاشتها منذ أيام. القناة انتقلت سريعاً الى جبهة تحارب فيها الحراك وتؤبلسه. بعدما كانت تنقل التظاهرات، باتت اليوم تتلطى خلف خطاب معاد، مرة يثير السخرية، كالحديث أمس في برنامجها الصباحي عن «تأثير حرق الإطارات المطاطية على الصحة»، أو عن كيفية العناية بالبشرة وبالرقبة للسيدات، فيما مناطق لبنان تشهد تحركات طلابية في كل اتجاه، ومرة أخرى، تحاول شيطنة الحراك الطلابي متهمةً إياه بأنه محرّك بأدوات خارجية. في نشرة أخبارها المسائية أمس، عنونت «راكبو موجة الحراك انتقلوا من قطع الطرق الى استغلال الطلاب». وفي مقدمة النشرة، قالت إن لجوء الحراك للطلاب «يطرح علامات استفهام»، سائلة عن هؤلاء الطلاب «الذين لم يبلغوا بعد سن الرشد، ولم يكوّنوا قناعات سياسية، ولا يحق لهم الإنتخاب» واضعة سياق التحركات ضمن «تحقيق غايات سياسية». لم تكتف المحطة بهذا القدر من الأبلسة، فعرضت تقريراً (غريس مخايل) عن الحركة الطلابية، واستضافت رلى أبو عبيد من «منظمة حملة رجعني عمدرستي» التي راحت تقلل من شأن الإحتجاجات الطلابية وتعتبر أنها مجرد تسلية للطلاب في ما إذا خيّروا بين الدراسة والتظاهر في الشارع.
القناة استضافت أيضاً استاذاً جامعياً راح يتساءل عمن يحرك هؤلاء في الشارع، ويركز هجومه على مواقع التواصل التي أسهمت في الحشد في الشوارع، ويتهم الطلاب بأنهم يتعلمون خطاب الشتائم والسباب ويرفضون العودة الى المدرسة. وانتهى التقرير بتعليق معدّته باتهام التظاهرات بأنها محاولة «لتحويل التلامذة الى وقود لنيران لا تعرف نهايتها». ولتكتمل الصورة، اتهمت دانيا الحسيني في برنامجها أمس «عالمكشوف» التلامذة بأنهم يتلقون مبالغ مالية لكي يتظاهروا في الشارع!
لا شك في أن المحطة البرتقالية، يسلّط عليها الضوء اليوم، أكثر، كون أداءها يخرج عن أي منطق أو استيعاب لحركة الشارع حتى لو اختلفت معها، لتتحول الى منصة تبث الشيطنة والعداء حيال طلاب أثبتوا أنهم يتمتعون بنسبة وعي عالية رغم صغر سنهم، ويعرفون حقوقهم وينزلون الى الشارع للمطالبة بها.