الاحتجاجات حرّكت القضية: مصروفو «المستقبل» يخشون المماطلة

  • 0
  • ض
  • ض
الاحتجاجات حرّكت القضية: مصروفو «المستقبل» يخشون المماطلة
(هيثم الموسوي)

ظلّت عبارة «مماطلة» ملازمة لكلّ مسار أزمة مصروفي «المستقبل» التي بدأت قبل خمس سنوات وبلغت أوجّها في آب (أغسطس) الماضي لدى إعلان الإضراب الشامل في المحطة، وشلّ القناة الزرقاء بعد تلكؤ الإدارة عن دفع المستحقّات التي وعدت بها هؤلاء. بعدها، أعلن مالك المحطة رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري في أيلول (سبتمبر) الماضي تعليق العمل داخل مؤسّسته، بعدما طُلب من الموظفين عدم المجيء إلى القناة واعتبار أنهم في إجازات سنوية، ما أوحي وقتها بأنّه بمثابة صرف تعسفيّ غير معلن. كان من المفترض أن يكون شهر أيلول موعد تلقّي المصروفين مستحقّاتهم المالية، لكن المماطلة كانت سيدة الموقف من جديد. بقي هؤلاء يرزحون تحت أوضاع اجتماعية واقتصادية صعبة، إلى أن بدأ الحراك الشعبي في 17 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، فوجدوا فيه طريقاً مفتوحاً أمامهم لإيصال صرختهم. صحيح أنّ رفع الصوت تأخر لأكثر من أسبوع من تاريخ بدء التظاهرات الشعبية في شوارع بيروت، غير أنّ عدداً من الموظفين قرّروا قبل أيام قليلة النزول إلى الشارع والاعتصام أمام مبنى القناة في سبيرز (الصنائع) على مدى يومين متتاليين، للضغط في سبيل تحقيق الوعود. وبالفعل، استطاعوا استقطاب وسائل الإعلام والتصريح عبر منابرها للمرّة الأولى بعد صمت كانوا مجبرين عليه. وأمس الأربعاء، أتى القرار وتحرّكت الإدارة وجرى الاتفاق على قبض هؤلاء مستحقاتهم المالية، عبر الصيغة التي طرحت سابقاً؛ أي تقسيط الرواتب على مدى 25 شهراً، بما فيها التعويضات للموظفين والمتعاقدين. لكن الملاحظ هنا أن الدفع سيكون بالليرة اللبنانية لا بالدولار الأميركي كما كانت عليه الحال في الماضي، ما يعني خسارة مالية إضافية لهم في ظلّ الاضطراب الحاصل على صعيد تثبيت سعر الليرة مقابل الدولار. الاتفاق نصّ أيضاً على تسلّم المصروفين ورقة من المؤسسة تتضمّن حساباتهم من معاشات وتعويضات، وطرق الدفع، على أن تسلّم إليهم بداية الأسبوع المقبل مع إعلامهم بأنّ «تسويات الضمان» ستتم على مراحل. ورغم حصول هذا الاتّفاق، إلّا أنّ المصروفين ما زالوا متخوّفين من تكرار السيناريو عينه القائم على المماطلة، معتبرين أنّ ما جرى بمثابة «إبرة مورفين» لهم في انتظار تنفيذ باقي البنود.

0 تعليق

التعليقات