أول من أمس، عمّم على القنوات قرار الإضراب وإقفال الطرقات. سادت ليلاً أجواء غاضبة وممتعضة من قبل باقي اللبنانيين، الى أن تظهرت في اليوم الثاني، مع حوادث منتشرة في المناطق خلقت توتراً بين المواطنين، ونقلت الإشكالات على الهواء مباشرة. عكست هذه الإشكالات حالة الغليان التي تتسيد الشارع، بعد أكثر من أسبوعين على إقفال الشوارع والتضييق على أرزاق الناس. سارعت مجموعات الحراك الشعبي فوراً إلى وسائل التواصل الإجتماعي، تندد بإقفال الطرق وتدعو الى التصويب على مركز حيوية تخص مؤسسات الدولة، التي يعشّش داخلها الفساد. صباح اليوم، قام الجيش اللبناني بفتح الطرق وإزالة الإعتصامات وفكّ الخيم، وإنهاء كل مظاهر الإحتجاج عن الطرقات. لكن ماذا فعل الإعلام المحلي؟ فقد تحرّكت اليوم مجموعة ناشطين أمام المصارف في الجنوب ومبنى «تاتش» الى جانب إعتصامهم أمام «مؤسسة كهرباء لبنان» في الجميزة. نقلت الصورة لإعتصام «تاتش» من بعيد كصورة ثابتة ضمن نوافذ المحطة، مع تغييب نسبي لباقي التحركات في الجنوب، ما خلا بعضها الذي رافق المعتصمين امام «المصرف المركزي» في النبطية. باقي الصور نقلت عبر السوشال ميدياظ، لتتكشف أكثر الصورة التي رافقت هذا الإعلام بمجمله حتى المعارض للحراك، بتهميش هذه التحركات وتقزيمها، ليبقى السؤال حاضراً: لماذا غياب الإعلام عن إقفال مراكز حيوية في الدولة اللبنانية والتركيز على نقل إشكالات لا تقدم ولا تؤخر في الإضاءة على مكامن الفساد ومحاربته!