انستغرام: كرنفال الثورة
من «لبنان ينتفض»، الى «استعادة الأموال المنهوبة»، و«يسقط حكم المصرف»، و«الثورة اللبنانية» وغيرها من الهاشتاغات ملأت أرجاء تويتر خلال 13 يوماً الماضية، إبان التظاهرات الشعبية التي انتفضت في كل المناطق اللبنانية. فقد شكل تويتر إبان هذا الحراك المنصة الأكثر تفاعلاً وحشداً وسرعة في نشر الأخبار والفيديوات، وحتى في بث الشائعات. هناك احتشد آلاف اللبنانيين الى جانب ناشطين ووجوه معروفة، لنقل نبض الحراك ودعمه، ولعلّ المساحة عينها أيضاً، اتسعت بعد آراء الدعم لساحة من النقاشات التي اتسمت بالحديّة والتراشق الكلام سيما بعد الخطاب الثاني لأمين عام «حزب الله» السيد حسن نصر الله، والأحداث الأمنية التي تلت استقالة الحريري، فشكل تويتر موئلاً يتيح لأي شخص يملك حساباً هناك بأن ينشر مواداً بالغة الحساسية من شأنها أن تحدث فتنة في البلاد. بعد تويتر يأتي فايسبوك الذي تختلف استخداماته عن تويتر، إذ نشطت خاصية الـ stories، لنقل صور وفيديوات من التظاهرة وحتى اتسع الموقع الأزرق لنشر بيانات أو دعوات قد لا يسمع موقع التغريد الأبرز باحتوائها. اما انستغرام، فمساحة مختلفة عن تويتر وفايسبوك، احتشدت فيها على وجه الخصوص الوجوه اللبنانية التي تشتغل في الشأن العام، من فنانين، موسيقيين، وإعلاميين. حوّل انستغرام إبان الحراك الشعبي، الى أشبه بكرنفال تملؤه الأعلام اللبنانية وصور و«بوزات» هؤلاء من ساحات الإعتصام، مع تعليقات متفرقة، حول ما يحدث في بلاد الأرز. على انستغرام المشهدية مختلفة، وأقرب الى الإستعراضية من نجوم هبّوا فجأة الى نصرة الوطن ومكافحة الفساد، وحتى أن حلوى أعياد ميلادهم طبعها العلم اللبناني، وحتى وجوههم أيضاً ومختلف ملابسهم. البعض اكتفى بصور من التظاهرات وآخرون نصبوا أنفسهم قادة للثوار عبر فيديوات قصيرة واعتلوا المنابر. هكذا، استبدلت الصور اليومية التي تبعث للملل عن أنماط حياتهم في الطعام والسفر والحياة العائلية انقلبت لوقت قليل الى كرنفالات مختلفة، طبعها العلم اللبناني، وتوزيع ابتسامات من هنا أو هناك، احتفاء بالثورة.