تزامن بدء التظاهرات في مختلف المناطق اللبنانية مع إطلاق برمجتي الخريف والشتاء على القنوات المحلية. تلك البرمجة التي تعثّرت ولادتها مراراً بسبب الازمة المالية التي تعانيها الشاشات، جاءت التظاهرات لتوقفها كأنها «شحمة على فطيرة» حسب المثل الشعبي. فمن المعروف أن المشاريع التلفزيونية التي تمّ التحضير لها في الاسابيع الاخيرة على قنوات mtv و lbci و«الجديد»، كان يتأجل الكشف عنها مراراً. حتى أن بعض الأخبار ترددت حول قيام «الجديد» بوضع لائحة للإستغناء عن أكثر من 50 موظفاً لديها موزعين بين تقنيين وإعلاميين. لكن تلك الخطة تجمّدت مع التظاهرات ووزّعت مراسليها على مختلف المناطق. في المقابل، بدّلت المحطات تواريخ إنطلاق برمجتها الجديدة التي تعود للحركة إثر إجازة صيفية طويلة إنطلقت من عيد الفطر. واللافت أن برمجة الخريف والشتاء لم تكن «دسمة» ويغيب عنها المشاريع الجديدة والجاذبة للمشاهدين. هكذا، تنفّست الشاشات الصعداء إثر تلك التظاهرات، فمن جهة فتحت هواءها مباشرة على الهواء 24/24 ساعة عبر مراسلين من مختلف المناطق، ومن الجهة الاخرى جمّدت برمجتها بشكل كلي. فقد تحوّلت القنوات لشاشات إخبارية مئة في المئة، وسط غياب كلي لأي أعمال أخرى غير السياسية. حتى أن القنوات لم تتابع تصوير برامجها الفنية أو الإجتماعية وحلّت مكانها نقل أخبار التظاهرات من كل المناطق. هكذا، عمّمت على القنوات خطوة توقيف بثها العادي، وبالتالي قيادة التظاهرات من قلب الشارع، واللعب على خطاب وشعارات المتظاهرين. توحّدت الشاشات للمرة الاولى بفتح الهواء، والاستماع إلى المتظاهرين. وتلفت الاخبار المتداولة إلى أن القنوات لن تعود لمزاولة حياتها اليومية، أقلّها هذه الفترة. بالتالي ستبقى في الشارع تنقل مباشرة ما يحصل لحين إتخاذ قرار بتهدئة الشارع.