تعيد mtv هذه الأيام، في فترة ما بعد الظهر، لقطات Best of من برنامجها الكوميدي الشهير SLCHI، في استعادة لحقبة التسعينيات، ولعصر ذهبي عاشه هذا البرنامج الذي تتقاطع مضامينه مع ما يحصل اليوم من أزمات اقتصادية واجتماعية، وضعت على مشرحة التهكم قبل أكثر من 20 عاماً. برنامج جمع أكثر من وجه أغلبهم باتوا خارج الشاشة أو تفرقوا في ميادين مختلفة، كناتالي نعوم، ونعيم حلاوي، ورولا شامية، ونادين الراسي وفادي رعيدي. منذ سنوات، توجه رعيدي الى المسرح، وفضّل أن يكون منفرداً، متفرداً، لاعباً بشخصياته التي ابتكرها ولاقت نجاحات لافتة كـ «فاديا الشراقة»، أو Pipo. الفريق عاد وانتقل الى «المستقبل» مع برنامج «لا يملّ»، من ثم الى mtv مرة أخرى، بتركيبة مختلفة ضمن برنامج «ما في متلو» مع بقاء كل من كرم، وشامية وعباس شاهين كلاعبين أساسيين... قبل أن يختفي عن الخارطة قبل عامين. في أوائل آب (أغسطس) الماضي، خرجت أغنية «قوم بوس تيريز» التي كتبها نعيم حلاوي واشتهرت في التسعينيات. لدى استضافة سمير جعجع في برنامج «صار الوقت» على mtv وقتها، ردّد عنوان الأغنية ضمن سياق ساخر من كباشه مع جبران باسيل. في تلك الفترة، أعيد إحياء الأغنية ومعها تلك الفترة الذهبية، التي لم تتكرر بعد ذلك. وفي العام الماضي، دشّن عادل كرم برنامجه «بيت الكل» على قناة «المرّ»، كلاعب واحد الى جانب أديل جمال الدين، وعباس جعفر. البرنامج المذكور خرج من برنامج «بي. بي. شي» (lbci)، وقبله «شي. أن. أن» على «الجديد». فبعد خفوت نجم فريق «أس.أل.شي»، خرج chi nn، قبل سنوات قليلة في محاكاة لبرنامج ساخر يستخدم النقد السياسي. لاقت التجربة نجاحاً على الشاشة، خاصة أنها ترافقت مع سقف مرتفع أمّنته «الجديد». الفريق عاد واجتمع على lbci، في برنامج مشابه ضمن مساحة ديكور أوسع، مع الفرق عينه (سلام زعتري، فؤاد يمين، عباس جعفر، عبد الرحمن العوجي، جنيد زين الدين..). التجربة التي نضجت أكثر على lbci، لم يكتب لها أن تستمر، ربما بسبب ممارسة المحطة رقابة على المضمون الساخر السياسي، واتجاهها نحو تسطيحها. وقبل عامين انتقل سلام زعتري الى «منّا وجر» على mtv، وعباس جعفر الى «بيت الكل» على المحطة عينها. أما فؤاد يمين فغير الوجهة الكوميدية الى ترفيهية مع توليه تقديم برنامج Take me OUT، والعوجي توجه الى المسرح. أما جنيد زين الدين فتراهن عليه lbci حالياً في برنامجه The JuNight Show ليكون حصانها الرابح بوجه مارسيل غانم، ضمن لعبة تنافسية تختلف في أنماط البرامج.


أما رولا شامية وبعد خلافها الظاهر مع فريق «ما في متلو» سيما عادل كرم، اتجهت الى المسرح، وكان لافتاً بل مستغرباً انتقالها للعمل مع ماريو باسيل، فيما ينتظر خروج برنامج عباس شاهين «عباس وأهضم ناس» على «الجديد» ضمن برمجة الخريف. هكذا، ترتسم الصورة اليوم، لبرامج كوميدية جماعية بعضها عمّر طويلاً في الذاكرة، والآخر لم يكتب له الإستمرارية. فلطالما عرفت هذه البرامج بفرقها مجتمعة وولّد انسجامها نجاحاً إضافياً للبرامج، الى أن أتى التشويه بل التسطيح الذي ساد هذا النوع من البرامج في السنوات الأخيرة، وحرّف عملها الأساسي في نقد السلطة وتعرية ممارستها، بسبب رقابة القنوات. في المحصلة، يجوز اسقاط المثل الشعبي القائل «نفخت الدف وتفرّق العشاق» على مشهدية اليوم. كل «عاشق» يغرّد وحده وعلى شاشة منافسة. إذ تسود البرمجة الخريفية الحالية، تغيرات تكتية تخص المنافسة عبر البرامج الكوميدية لا المسماة إجتماعية أو الحوارية السياسية. تأخذ هذا العام هذا الطابع، مع المراهنة على فرض الكوميديا كلاعب أساسي على القنوات، مع الإتكاء على شخص واحد يدير اللعبة، بدل فريق واحد منسجم، كما كان معمول سابقاً.