يبدو أن «العربية» لا تملّ من تكرار السردية نفسها، بادعائها وجود «سجون سرّية» لـ«حزب الله» في الضاحية الجنوبية. ففي 18 آب (أغسطس) من العام الماضي، بثت تقريراً (اعداد: محمد دغمش)، يتحدث عن سجون سرّية للحزب، ويعدّد المناطق التي تتواجد فيها، ويصف السجن الذي يقع خلف قناة «المنار» بـ «الأكثر رعباً». المضمون عينه، عادت وبثته أمس، لكن على طريقة «الفيديو وول» المشغول بالغرافيكس، على شاشتها. التقرير احتوى على معلومات تدعي وجود مئات الأشخاص المحتجزين داخل السجون من ضمنهم «معارضون للنظام السوري» نزحوا الى لبنان، وعلى صور تظهر بحسب القناة السعودية خارطة توزع السجون من «السجن المركزي» في حارة حريك (خلف مستشفى بهمن) الى سجن «بئر العبد» (خلف تعاونية التعاون الإسلامي)، وسجن آخر يتواجد في محيط مسجد «السيدة زينب»!

وبعد تعداد نقاط توزع السجون ضمن أحياء سكنية مكتظة، بدأت «العربية» بتلاوة أساليب التعذيب التي يمارسها الحزب في حق سجنائه، أبرزها «الصعق بالكهرباء»، ومنع الزيارات ومشاهدة التلفاز ومتابعة الأخبار، إضافة الى منع الطعام والشمس عنهم. دقيقتان هما مدة المعلومات «القيمة» التي اوردتها القناة أمس، والتي بالفعل، تدعو للسخرية، كونها اقرب الى الخيال منه الى الواقع. تتحدث «العربية» عن سجون وسجناء بالمئات يتعرضون للتعذيب، وسط أحياء سكنية ومناطق مكتظة ومأهولة، وتصرّ على سرد الرواية عينها، مع إيراد للمعلومات ذاتها سنوياً، من دون أن تلقى أصداء سوى إثارة الضحك لا أكثر.