ضربت رياح التغير برمجة القنوات المحلية هذا الخريف، وراحت كل شاشة تفتّش عن «نكهة» أعمال لتعرضها أمام الكاميرا علّها تجرّب حظّها مع نسب المشاهدة. فقد إختفت برامج مثل تلك الحوارية الفنية فيما ظهرت المشاريع الكوميدية التي تطعّم الأجواء وترسم إبتسامة على وجوه المتابعين. لذلك إن التعديل في خطط البرمجة يرجع لأسباب عدة أبرزها استغناء الشاشات عن البرامج المكلفة بسبب الأزمة المالية التي تعانيها الشاشات وأجبرتها على التفتيش عن دماء جديدة أقلّ كلفة من غيرها لملء الفراغ الحاصل في البرمجة. هكذا، سيكون الموعد في الخريف المنتظر مع وجوه تعتلي منصة التقديم وحيدة، ولا بدّ من التوقّف عند إسمين سيحضران بشكل لافت في الأسابيع المقبلة. فمن المتوقع أن يتنافس عباس شاهين الذي إنضم إلى قناة «الجديد» لتقديم برنامج كوميدي يحمل إسم «عباس وأهضم ناس»، مع زميله جنيد زين الدين الذي سيتولى عملاً من الاجواء الساخرة نفسها ويحمل إسم The JuNight Show. صحيح أن عباس كانت له تجارب تقديم متعدّدة في الكوميديا وكذلك الحال بالنسبة إلى جنيد، لكن ظهورهما منفردين في عمل متكامل هو التجربة الاولى لهما في عالم الكوميديا وأمام الشاشة الصغيرة.
يحضر الممثلان معاً أمام الكاميرا ويغوصان في عالم الكوميدي، ولكن كل واحد سيعبّر عن مكنوناته على طريقته. فمن المتوقع أن تكون خطة جنيد على التنويع بين تقليد الشخصيات والاصوات السياسية والفنية ومعالجة بعض القضايا الآنية. جنيد المعروف ببراعته في التقليد سيكون أمام إمتحان صعب، وعليه أن يتحلى بالجرأة لإيصال صوته بمشروع يحتاج لتحضير جيد وطاقة إيجابية أيضاً.
أما عباس، فقد تولى مهام عمل ساخر يتطرق فيه إلى السياسة بأسلوبه الفكاهي المعروف. يحاول شاهين تخطي بعض الخطوط الكلاسيكية التي تطعّم البرامج الكوميدية، ليجذب المتابع الذي يبحث في تلك البرامج عن محتوى دسم وفي الوقت نفسه ساخر وينقل صوته. البرنامجان من المتوقع أن يبصرا النور قريباً، من دون تحديد أيّ تاريخ معين. لكن الاستعدادات إنتهت، ويكفي أن تطلق قناتا «الجديد» و lbci صفّارة البرمجة ليجلس عباس وجنيد في كرسيهما.