أمس، أرسلت lbci، إشعاراً على هواتف اللبنانيين، تخبرهم فيه بأن المحطة ستواكب المسيرات العاشورائية في نقل بمباشر . إنّها المرة الأولى التي تفتح فيها «المؤسسة اللبنانية للإرسال» هواءها لأكثر من ساعة ونصف الساعة قبيل الخطاب المنتظر لأمين عام «حزب الله» السيد حسن نصر الله. كثر فوجئوا بهذه التغطية واكتساء الشاشة ألوان العزاء والبكاء والشعارات الحزبية والعاشورائية. لم تكتف المحطة بنقل مسيرات «حزب الله» بالصورة، بل نزلت مراسلتها رودين ابي خليل الى الميدان، وظهرت في رسائل متقطعة من الضاحية الجنوبية. عرّفتنا أبي خليل على عادات «الشيعة» في إعداد أطباق «الهريسة» و«كعك العباس»، وتوزيع المياه والشاي مجاناً على المشاركين في المسيرة. بعد ذلك، ظهرت المراسلة وهي ترتدي الأسود، في رسالة مباشرة من قلب حيّ سكني شعبي في الضاحية، يعدّ فيه أكبر طبق «هريسة». هنا، تركزت الكاميرا عند هذه النقطة، وبدأت المراسلة باستصراح المتطوعين/ات، عن معاني هذه الأطعمة في الذكرى العاشورائية. من تابع بدقة، ما حصل أمس، خال نفسه، على محطة أجنبية ناطقة بالعربية، تريد أن تعرّف الناس على ما يطهوه «الشيعة»، وما يمارسونه من شعائر دينية وطقوسية. بدا الأمر أشبه بالإكتشاف على شاشة lbci، التي ظلت القناة الوحيدة التي نقلت الحدث قبيل خطاب السيد (ما خلا «المنار» و nbn)، للشيعة ولعاداتهم في هذا النهار. علماً أن المناسبة تقام منذ سنوات طوال، ولم يصر يوماً الى التدقيق أو ابراز هذه الجوانب. بعد التغطية الميدانية، خصصت المحطة بدورها، سلسلة تقارير إخبارية، في نشرتها المسائية. تقرير يحكي عن «التطور التاريخي لعاشوراء». هو أشبه بشريط وثائقي مقتضب يتحدث عن تاريخ «الشيعية السياسية» في لبنان، ويفند تاريخياً للأحداث وصعود الشيعة الى الواجهة مع الإمام موسى الصدر، وصولاً الى فترة الثمانينات بعيد «الثورة الإسلامية في ايران»، وبروز «حزب الله» على الساحة لقتال «اسرائيل». تقرير يمدح في هذه التجربة، ويشيد بالحزب وبقوته مدعوماً بصور وتسجيلات مرئية للحزب ولأمينه العام الحالي في ذكرى عاشوراء. اما التقرير الثاني (اعداد: رودين أبي خليل)، فأضاء على ظاهرة التبرع بالدم، في وجه «التطبير»، وازدياد المشاركين فيه، الى جانب استذكار مرة أخرى، أطباق «الهريسة» و«كعك العباس»، وعرض لاستصراحات المتطوعين شارحين معاني هذه الطقوس.في المحصلة، ما قدمته lbci، أمس، مواكبة لذكرى العاشر من محرم، فاجأ الجميع، وطرح أسئلة بالجملة، عن هذا الإهتمام اللافت بالذكرى وبـ «حزب الله» وببيئته الشعبية. أمر لا يمكن فصله، عن خطاب تمارسه القناة اليوم، لا يدلي بعدائه الى الحزب، بل يشيد بانجازاته، ويضعه على سلم الأقوياء في لبنان. خطاب قد لا يريح الشريحة الإجتماعية الملتصقة بالقناة، لكن من يدري كيف ترسو السياسة التحريرية داخل القناة، وتبعاً لأي ظروف، ولأي أهداف؟!. وبالتأكيد لا يمكننا فصل ما حصل أمس، عن حلقة الموسم الجديد من «رؤية 2030» الذي خصص حلقته الخميس الماضي، للحديث عن «الحزب القوي»، أي «حزب الله»، عبر استضافة شخصيات لبنانية وعرض لتقارير تضيء على تجربة الحزب الأيديولوجية والسياسية في لبنان.