«أنا ملتزم بقضية أكبر من هذه الجموع... ملتزم بفلسطين»، عبارة قالها الشهيد ناجي العلي في إحدى مقابلاته المتلفزة، ما فتئت أن تحوّلت اليوم في الذكرى الثانية والثلاثين لإستشهاده، الى مقولة خالدة، تتردد أصداؤها شعبياً حتى مرور كل هذه الأعوام. في مثل هذا اليوم، غاب عنا المناضل، والكاريكاتوريست الفلسطيني ناجي العلي (1937-1987)، بعيد إصابته برصاصة أطلقت من مسدس كاتم للصوت في لندن في 22 تموز (يوليو) من العام 1987، طالت وجهه، ودخل بعدها في غيبوبة استمرت حتى 29 آب (أغسطس). 32 عاماً، وما زال اسم ناجي العلي حاضراً ومتوقداً، كونه شكل النموذج الأوضح للفنان الثوري الملتزم، الذي تميّز بريشة حادة، لا توارب، في فضح الإحتلال الإسرائيلي، وخنوع الأنظمة العربية، الى جانب تشبثه بالهوية الفلسطينية، واصراره على النضال المسلّح بوجه الإحتلال كحلّ أوحد لتحقيق الإنتصار... عدا الجانب الرؤيوي من ناجي العلي، واستشرافه لأحداث حصلت بعد سنوات من تنفيذ رسوماته، منها عمليات طعن الإسرائيليين عام 2015 في الحافلات، التي كنّاها ناجي وقتها بـ «ثورة السكاكين».، واستشرافه أيضاً «إنتفاضة الحجارة» بعيد أشهر من رحيله.

في الذكرى الثانية والثلاثين على غياب العلي، فاضت مواقع التواصل الإجتماعي ككل عام بإحياء هذه الذكرى، إذ جرى استذكار أبرز مواقفه المتلفزة، التي خطّها في رسوماته الكاريكاتورية التي تتخطى الأربعين ألف رسمة، منها المنشور وغير المنشور. صاحب «حنظلة» تسيّدت ذكرى رحيله اليوم، المنصات الإفتراضية، وبات محطة سنوية، للتعبير عن حاجة ماسة لوجوده ولآرائه ونقده اللاذع بوجه التطبيع، وتصفية القضية الفلسطينية. «مش ناويين تحاربوا وترجعوا فلسطين.. كفّوا شركم عنّا. العمى! إحسبونا يهود» كانت من أبرز المقولات التي أعيد نشرها اليوم في خطاب موجّه من المناضل الفلسطيني الى الأنظمة العربية قبل أكثر ثلاثين عاماً، وينطبق مضمونها على ما يحصل اليوم بشكل واضح.