«شرطة الاحتلال تعتذر لمقدسي»، «عناصر من الشرطة الإسرئيلية تخفي سلاحاً لدى فلسطيني من أجل تصوير برنامج من تلفزيون الواقع»، «الشرطة الإسرائيلية تعتذر لمواطن من القدس الشرقية، لهذه الأسباب؟» وغيرها من العناوين التي غزّت المواقع الإلكترونية الصهيونية سيما الناطقة بالعربية، وأعادت نشرها مواقع فلسطينية أخرى تتحدث عن «اعتذار» قدمته الشرطة الإسرائيلية، الى الشاب الفلسطيني سامر سليمان من القدس الشرقية، بعدما اقتحم عناصر من الشرطة منزله ضمن مقطع صوّر على طريقة «تلفزيون الواقع» لصالح مسلسل «لواء أورشليم القدس» الذي عرض على قناة «كان» الإسرئيلية في حلقته التاسعة. ويصوّر المقطع اقتحام المنزل والعثور في قبوه على بندقية حربية من طراز M16، تابعة لجيش الاحتلال. هنا، تظهر اللقطات المصورة البطلين إيريز هازان وعساف أوفاديا، وهما يقومان بالإحتفال بعد إيجادهما المسدس الحربي في منزل فلسطيني. وكشفت تقارير إعلامية اسرائيلية أن «شرطيين زرعوا رشاشاً لغرض تصوير مقطع من المسلسل»، لتفتح بعدها الشرطة تحقيقاً وتدّعي بأنها في صدد «فحص شكوى» قدمت بحق الشركة المنتجة. طبعاً، إزاء هذه الحادثة، وإقدام الشركة المنتجة على حذف المشهد المقصود، افتعلت بروباغندا ضخمة لتصوير «إنسانية» وحرص الكيان الصهيوني على «الإعتراف بالخطأ»، وتقديم الإعتذار، لدى اقتحامه منزلاً فلسطينياً ودسّ بندقية حربية داخله. علماً أن قصة أخرى لم يتم تداولها على نطاق واسع، تخص قصة فلسطيني آخر، يدعى فواز دبش، أحد سكان مخيم «شعفاط» للاجئين الفلسطينيين. اقتحمت عناصر الشرطة أيضاً، منزله وفتشته، و«لم تجد شيئاً»، كما دخلت تبعاً لما يروي ولداه التوأم الى غرفة تضم زوجته ووالدته، وجرّدتهما من ملابسهما أمام أعين التوأم، وفي نهاية المطاف أعطت الشرطة صاحب المنزل إفادة بأن «البحث لم يظهر شيئاً»!
في سياق ما روّجت له الميديا الصهيونية، وغيرها من المنصات الغربية والعربية، لتظهير صورة مغايرة للإحتلال، نحن من جديد أمام رغبة صهيونية تستخدم السلاح الإعلامي، لتغطي على احتلالها للأرض واضطهادها للشعب الفلسطيني، ولسياستها الإستيطانية وهدم منازل الفلسطينيين. إزاء كل هذه الإنتهاكات، هل سيقع الرأي العام في خدعة تسويق «اسرائيل» لإعتذارها لفلسطيني دست في منزله سلاحاً حربياً؟