في بضعة أيام، كنا أمام هجمة شرسة على فرقة «مشروع ليلى» واشتعال الجدل حولها، وحول حفلتها في «مهرجانات بيبلوس الدولية» (9 آب/ أغسطس). وبدأت سلسلة اتهامات من رجال دين وساسة، انتهت بسوق الفرقة الى «مديرية أمن الدولة»، وحذف أغنيات لها اعتبرت أنها «تمسّ المقدسات المسيحية»، وتعهد الفرقة بإزالة هذه الأعمال من برنامجها في حفلتها القادمة. إزاء هذه الحملة التي استعرت على الشاشات وأيضاً على المنصات الإفتراضية، كانت الميديا اللبنانية «المسيحية»، تقف عكس التيار السائد والمحرض، أو اقله لا تسهم في هذه الحملة الشعواء. منذ بداية اشتعال الأزمة، اتخذت lbci مسافة من الحدث، لا بل عبّرت عن خطاب مدني يرفع لواء الحريات العامة، والدفاع عنها. أمس، وفي متابعة القناة للحدث في النشرة المسائية، ركز التقرير (إعداد: ليال الإختيار)، على توصيف ما حدث بأنه «محاولة المسّ بالحريات العامة وشحن اللبنانيين تحت حماية شعار حماية الدين». واتهام الكنيسة بأنها تقحم نفسها في «الشؤون المدنية». التقرير لوّح في ختامه، الى خطورة أن يقدم الإعتذار للكنيسة كل من كتب شعراً أو أدباً أو مؤلّفاً، وركز على سؤال حول خوف الكنيسة من «مشروع أغنية». على ضفة mtv، خصص مارسيل غانم أمس مقدمة برنامجه «صار الوقت» محاولاً أخذ النقاش الى «الكفر» الذي يحصل في البلاد جراء سياسات الدولة في قطاعات حيوية، وتقزيم أسباب الحملة الجدلية المخاضة ضد الفرقة الموسيقية. في نشرتها المسائية أمس، أيضاً، حاول مراسلها الآن درغام أن يدافع عن الفرقة رغم استضافته رئيس «المجلس الكاثوليكي للإعلام» الأب عبدو أبو كسم. وحاجج المراسل في الأسباب التي تبني عليها الجهات الدينية والسياسية لمهاجمتها. وأنهى درغام تقريره بأن الفرقة تركز على الموسيقى، وتحمل تنوعاً طائفياً داخلها، عدا أنها أدت الأغنيات المثيرة للجدل في لبنان والخارج. في المحصلة، نحن أمام أداء لافت من قبل وسائل إعلامية استخدمت قبلاً وفي أحداث متفرقة مع غيرها، كأدوات للتجييش والتحريض، وإذ بنا اليوم، ورغم استعار الخطاب الديني المتشدد، أمام مشهد يشي بأداء مطلوب ويرتقي بالنقاش الى طريق المنطق لا الغريزة.