وسط التكتّم الشديد الذي فرضته السلطات الإسرائيلية بشأن أسماء وهويات الوفد العربي الذي بدأ بزيارة الكيان، أمس، كشف أحدهم عن هويته في شريط بث على الوسائط الإلكترونية. وفد مؤلف من ستة أشخاص، استُجلبوا من بلدان عربية لا تقيم علاقات علنية ومباشرة مع «اسرائيل» (السعودية، العراق، الأردن..)، وعلى ما يبدو أن الوفد يضم أشخاصاً غير معروفين، وليس لديهم أي حيثية. فقد ظهر أمس، أحد أعضاء الوفد، السعودي محمد سعود، وهو أكاديمي في «كلية الحقوق» في «جامعة الملك سعود» في الرياض. انتشر لسعود شريط قصير قام بتسجيله باللغة الإنكليزية، يعرّف فيه عن نفسه، وعن حبه «لإسرائيل» وتمنيه أن تقيم بلاده علاقات تطبيعية مع الكيان. وكان من المقرر أن يزور الوفد متحف «الهولوكست» في القدس المحتلة، ويلتقي شخصيات اسرائيلية.
اعتقد هؤلاء من ضمنهم سعود، أن هذه الزيارة التي تسعى «اسرائيل» من خلالها، الى اثارة البلبلة، وتقديم نفسها كبوابة عبور الى دول عربية قد تكون معادية لها أقله في العلن، ستمرّ على خير. ها هو محمد سعود، يطرد من «البلدة القديمة» في القدس، ويعامل كمطبع، وتكال له الشتائم، ويرمى بالكراسي البلاستيكية، وحتى بالأحذية في مشهد يذكرنا بمنتظر الزيدي الذي قام برمي حذائه على الرئيس الأسبق جورج بوش. وكما في «البلدة القديمة»، كذلك في «المسجد الأقصى» لوحق الرجل وأشعروه المقدسيون بالمهانة والذل، وقاموا بطرده من هناك، مرددين «روح صليّ في الكنيست»، «مطبّع»، «هون المكان طاهر».. فيديوات لاقت رواجاً عالياً على السوشال ميديا، وأشعرت كثيرين بالفخر جراء ما فعله هؤلاء بالمطبع السعودي.