ليلة السبت الماضي، كان اللبنانيون على موعد مع «ليلة مع عبد الحليم» على مسرح «مهرجانات بعلبك الدولية»، أحياها محمد عساف، نهى حافظ ومحمد شوقي. ليلة تكريمية قادها المايسترو الشهير هشام جبر، جمعت ما بين اللقطات السينمائية واللوحات الغنائية. أمسية خرقت أجواءها نائبة رئيس «مؤسسة الوليد الإنسانية»، بعدما قدمتها رئيسة «لجنة مهرجانات بعلبك الدولية» نايلة دو فريج على المسرح، الى جانب رئيس بلدية بعلبك فؤاد بلوق، وقدم الإثنان لها درعاً تكريمياً على جهودها ودعمها للمهرجانات طيلة 15 عاماً. الصلح التي أقرّت بأن التكريم أتى «مفاجئاً»، كان واضحاً أن وقوفها على المسرح، كان مقصوداً وأرادت منه تمرير رسالة مباشرة الى ما حصل قبلاً في حفلة الفنان مرسيل خليفة الذي استبدل عزف النشيد الوطني، بنشيد آخر خاص ببعلبك. أمر أثار جدلاً في الأوساط اللبنانية، وحٌمِّل أكثر مما يحتمل، ضمن حفلة من المزايدات الوطنية على الفنان اللبناني. الصلح، التي تشتري مساحات إعلانية في «مهرجانات بعلبك الدولية» عبر مساهمات مالية، صادرت مساحة أخرى، أتى جمهورها اليها، ليستمتعوا بالأمسية المخصصة لـ «العندليب»، وإذ بهم أمام خطاب أرادت من خلاله دخول موجة المزايدات، من باب امتناع خليفة عن تدشين حفلته بالنشيد الوطني اللبناني. في كلمتها، قالت الصلح إنها ستسجل «أسفها»، و«اعتذارها». لم تسمّ خليفة، بل اختصرته بالوصف بأنه «الفنان الي من مرق من هون ورفض يدق النشيد الوطني». وأضافت :«نحن منحب بعلبك، بعلبك جزء من الوطن، واذا الواحد عتبان على دولته ما بيزعل من وطنه». وبعدها طلبت من الأوركسترا عزف النشيد الوطني. هكذا، عدا مصادرتها مساحة لجمهور أتى ليشاهد ويتفاعل مع الأمسية، قدمت ليلى الصلح حمادة خطاباً ديماغوجياً عن الوطنية. محاضرة تعيدنا الى السؤال عن تخريب إرث المعماري عاصم سلام، من خلال أعمال الترميم التي طالت القاعة الزجاجية في وزارتيّ السياحة والإعلام في بيروت. أعمال موّلتها الصلح، وأسهمت في تهجين رؤية وفلسفة المعماري العتيق، ومصادرة ذاكرة اللبنانيين الجماعية!