في الوقت الذي يشهد فيه لبنان موجة مقيتة من العنصرية ضد السوريين على المستويين الرسمي والشعبي، تعيش مصر هذه الفترة أجواء مناقضة تماماً.خلال اليومين الماضيين، ضجّت مواقع التواصل الاجتماعي في المحروسة بهاشتاغ #السوريين_منورين_مصر. انطلقت الحملة التضامنية الافتراضية مع الشعب السوري (خصوصاً على تويتر) تزامناً مع حملة الدفاع عن السوريين عقب تقدّم المحامي سمير صبري، الذي اشتهر ببلاغاته الإشكالية لا سيّما ضد من ينتقد السلطة، بمذكرة للنائب العام المستشار نبيل أحمد صادق، طالب فيها باتخاذ الإجراءات القانونية للكشف عن مصادر أموال السوريين الوافدين. كما طالب المحامي بوضع أطر قانونية تتيح لأصحاب الأموال السوريين العمل وفق قوانين واضحة وبيئة استثمار صحيحة، مع ضرورة خضوع أموالهم للرقابة المالية.

تفاعل الناشطين على السوشال ميديا أتى من باب التأكيد أن مصر تعتبر بلداً ثانياً للسوريين، وأنّهم مرحّب بهم على أرض مصر. المسألة لم تقتصر على الأشخاص العاديين، إذ سرعان ما انضمت مروحة واسعة من الفنانين والإعلاميين المصريين المعروفين.
النجم الكوميدي محمد هنيدي مثلاً، شدّد على تويتر على أنّه «كنّا دولة واحدة من قبل ومهما حصل هنفضل بردو دولة واحدة».

أما المغني رامي جمال، فاعتبر أنّ الحملة ضد السوريين «قذرة»، متمنياً أن «نفهم إن الناس دي جابتهم عندنا ظروف قاسية جداً، وحاولوا يتعايشوا مع الأمر الواقع بإيجابية، ونجحوا فعلاً عشان الإخلاص والضمير والإصرار».
من ناحيته، كتب الممثل أحمد السعدني: «السوريين ليهم في مصر زي المصريين»، فيما أضاف الفنان الشاب حسني شتا: «إنتوا اخواتنا واحنا اخواتكم مصر بلدكم وسوريا بلدنا ..مرحبا بكم في أي وقت وأي زمان». قبل أن يشير الإعلامي شريف عامر إلى أنّ «السوريين منورين مصر، لأن مصر طول عمرها بتنور بأهلها».

في السياق نفسه، عبّرت الممثلة السورية المقيمة في مصر كندة علوش عن إعجابها بالهاشتاغ، وبفرحها الشديد لكثرة استخدامه على المنصات الافتراضية، قبل أن تختم منشورها بالقول: «#المصريين_منورين_الدنيا». في المقابل، خرجت بعض الأصوات التحريضية المدافعة عن بلاغ صبري والمستنكرة لحملة التضامن مع السوريين.