اعتقدت كل من mtv ومن خلفها «بلدية بيروت» أنههما حققتا إنجازاً عظيماً بإعادة عادة نشر صور مبنى كان يقطنه عمّال أجانب في منطقة «الصنائع»، بعد طردهم منه أمس. صور تشي بأوضاع معيشية لا تمت لحياة البشر بأي صلة لافتقادها لأدنى مقومات العيش. عبر هذه الصور، قامت الجهتان بالتشهير بهؤلاء العمال (يصل عددهم الى 400 من جنسيات أجنبية مختلفة). إنّها صورة عن هذه الدولة المهترئة التي تنتشي بصور لأناس أتوا طلباً للعمل، وهرباً من حروب بلادهم، وإذا بهم يضحون في الشارع، مع أغراض لملموها من هنا وهناك، كي «يدّبروا» أمورهم. صور مذلّة انتشرت على وسائل التواصل الإجتماعي، لهؤلاء يجلسون على الأرض، منهم من يخبّئ وجهه، وآخرون تبدو الحيرة على وجوههم، والسؤال عن مصائرهم، وماذا سيحّل بهم؟ بعد عملية الطرد الجماعي من المبنى، أعلمت قناة mtv، متابعيها عبر موقعها الإلكتروني، بأن سكان المبنى المجاور عبّروا لها عن «ارتياحهم لقيام بلدية بيروت (..) بهذا العمل الذي أنهى معاناتهم التي استمرت لسنوات من الممارسات المخلّة بالآداب وبالصحة العامة». انتهى البيان، وانتهت مهمة «بلدية بيروت» التي عرفت كيف تذل هؤلاء في الشارع، وتستقوي عليهم بإقاماتهم غير الشرعية في البلاد. وزادت عليها mtv، وصم هؤلاء «بالإخلال بالآداب» كتهمة جاهزة، لسحق أي مشاعر تعاطف معهم. قبل ايام، وفي حلقة «تاكسي أبو شفيق» (تقديم وسام صبّاغ ـــ otv) الذي يقوم على مبدأ الألعاب والربح، في سيارة التاكسي، استضاف «ابو شفيق» الصحافي سالم زهران. وبعده دعا عاملاً أجنبياً من الجنسية السودانية، الى دخول السيارة، والحديث معه. هنا، أصرّ زهران على احراج العامل بقصة الإقامة الشرعية في لبنان، الى حد إخافته. فتح العامل السوداني باب السيارة، وفرّ هارباً، فيما ظل زهران يضحك على هذا الموقف، في إرعاب هذا العامل، ضمن برنامج ترفيهي لا يحتمل هذا الاستجواب، وبث الرعب، كرمى لإرضاء سادية واضحة في التعاطي مع هذه الفئة.