بعد مسيرة قصيرة بلغت سنتين وبضعة أشهر، حاولت فيها التغريد خارج سرب الصحافة الحكومية، أعلنت صحيفة «الأيام» السورية الخاصة توقفها عن الصدور إلى أجَل غير مسمى.هكذا ودّعت الصحيفة قرّاءها خلال العدد الأخير الذي يحمل الرقم 115، وكتبت على غلافها مانشيت بالخط الأحمر العريض: «الإعلام… خطيئة من؟».
ويبدو أن قرار الصحيفة جاء تحت ضغوط حكومية، وبعد أيام من إعلان رئيس تحريرها علي حسون اعتزال العمل الصحافي نهائياً. وكتب حسون مقالاً وداعياً في افتتاحية العدد الأخير بعنوان: «استراحة محارب»، اعتبر فيه أن المرحلة الحالية هي الأقسى في تاريخ الصحافة السورية بسبب تزايد التضييق على حرية العمل الصحافي ولأن سلطة الخوف باتت تتحكم بأقلام الصحافيين. وتحدث حسون عن تراكم ثقافة الخوف التي توارثتها أجيال من العاملين في الحقل الإعلامي في سوريا، ودفعت معظم الصحافيين لوضع أقلامهم رهن «الإقامة الجبرية»، مع إمكانية توقيف أي صحافي، فهو مشروع متهم حتى تثبت براءته. واشتبكت صحيفة «الأيام» خلال خمسين شهراً مع الحكومة، ومُنعت من الصدور وحاولت محافظة دمشق إغلاقها بحجة عدم ترخيص مقرها.
أما ناشر الصحيفة ومالكها محمد هرشو وهو مالك موقع «هاشتاغ سيريا» أيضاً، تعرّض قبل فترة للتوقيف لفترة وجيزة بسبب خبر نشره الموقع حول أزمة البنزين، وتبين لاحقاً أنه صحيح.
رئيس تحرير «الأيام» علي حسون، كان اعتبر في منشور اعتزاله أن العمل الصحافي أصبح ضرباً من الجنون في المرحلة الحالية، نظراً إلى ما يتعرض له الصحافيون السوريون من توقيفات وتضييق وضغوط من الجهات الرسمية وأصحاب النفوذ.
وتضمن العدد الأخير للصحيفة تحقيقات وتقارير ومقالات عدة حول الإعلام وحرية الصحافة في سوريا والأوضاع الصعبة التي تعيشها مهنة المتاعب والانتهاكات التي تتعرض لها.
صحافيون سوريون ونشطاء استنكروا بدورهم على مواقع التواصل الاجتماعي إسكات صوت الصحيفة، معتبرين الأمر ضربة جديدة لأي محاولة للنهوض بالسلطة الرابعة.