أفاقت السعودية أمس على هجوم بالطائرات الموجّهة على أنابيب تنقل البترول والغاز من حقول النفط في المنطقة الشرقية إلى ميناء ينبع على الساحل الغربي. وكانت النيران قد نشبت في محطة الضخ رقم 8 التي تعرضت مع المحطة 9 لهجوم تفجيري. الهجوم وسمته كل وسائل الإعلام السعودية بأنه «إرهابي». في لحظةٍ ما؛ بدت وسائل الإعلام السعودية تعمل بطريقةٍ واحدة، كما لو أنَّ لها «غرفة» واحدة للإعلام تحدد لها كيف تتحرك وماذا تقول تجاه الأخطار التي تعدها المملكة «ارهاباً». وكانت قناة «العربية» و«العربية. نت» رأس حربة هذا الهجوم/ الدفاع الإعلامي. نقلت معظم وسائل الإعلام السعودية المعروفة وغير المعروفة من صحف وقنوات عن «العربية» بفروعها وبدت هي بمثابة المصدر لما يجب قوله، وما يجب الإشارة إليه وما يجب أن «يحكى» أو «يقال». وبدا واضحاً أن التركيز يجب أن يكون على أمرين: ما يصدر رسمياً عن وزارة الطاقة السعودية وتصريحات وزيرها خالد الفالح، والبيانات الرسمية التي تصدرها «شركة الزيت العربية الأميركية» والمعروفة إصطلاحاً بـ«أرامكو» السعودية.
نحنُ لم نتأثر
كانت البداية سريعة: نشر البيانين الرسميين للشركة وللوزير المختص. ذلك بالتأكيد لم يكن كافياً؛ فسرعان ما بدأت وسائل الإعلام السعودية بكل قوتها ردة فعلها الدفاعية: نحن لم نتأثر. كتبت صحيفة «الوطن» السعودية نقلاً عن «أرامكو» بأن«إمدادات عملائنا من النفط الخام والغاز لم تتأثر نتيجة الحادث الإرهابي»؛ وهو ما عنونته صحيفة«الشرق الأوسط" حين أشارت إلى تأكيد الشركة السعودية بأنها«أوقفت الضخ في الأنابيب المتضررة مؤكدةً عدم وقوع «ضحايا» بشرية. صحيفة «عكاظ» بدورها لم تتخلف عن الركب، فنقلت تصريحات الوزير وكذلك بيانات«أرامكو" وبيان«أمن الدولة السعودية" الذي يحدد مكان وقوع الهجوم بالتفاصيل. من جهتها، انكبت قناة«العربية" على تقديم تغطية كاملة لما حدث، ناقلةً عن الوزير خالد الفالح إنه تمت السيطرة على الهجوم بعدما خلّف أضراراً محدودة؛ مشدداً على أنَّ «المملكة تشجب هذا الهجوم الجبان الإرهابي والتخريبي» الذي نسبه إلى «مليشيات الحوثي في اليمن المدعومة من إيران". وربط ما حدث في المملكة صباح أمس بالهجمات التي تعرضت لها ناقلات النفط السعودية قبل أيام، معيداً إلى الواجهة الضخ الإعلامي عبر جميع القنوات الإعلامية والصحف السعودية لإتهام ايران بما حدث للناقلات السعودية. ولم ينس الفالح التأكيد على أنَّ الإمدادات لم تتأثر وأن الغاز والبترول لن يتوقف ضخهما. ولأن المؤشر الرئيس للأسهم السعودية في السوق «كان قد تراجع بنحو 2 في المئة بعد الأخبار عن الهجمات على المحطات» وكذلك بعد الهجمات على ناقلات النفط السعودية أي بمعنى«تكبد السوق خسائر ثقيلة»، عاد وارتفع بحسب قناة «العربية» التي قادت بقوة عملية محاولة «التوازن»، موصّفةً ما حدث بـ«السحابة العابرة».