يمكن اعتبار منار صباغ واحدةً من علامات قناة «المنار». تجهد المقدّمة الأبرز في القناة منذ سنوات، في تقديم برنامجها (بانوراما اليوم) بحرفةٍ، وبطريقةٍ مختلفة رغم أنه شبه يومي (خمسة أيام في الأسبوع). الإعلامية اللبنانية القادمة من النبطية دخلت الإعلام من بوابته الأوسع كمراسلة عام ٢٠٠٥. يومها لم يكن في «المنار» أي مراسلات نساء. جرأتها، مهارتها، وسرعة بديهتها فتحت الباب أمام زميلاتٍ لاحقاتٍ لها لدخول المجال نفسه. تشير إلى الأمر عرضياً: «لا أحد يتعامل معي بانتقاص لأنني امرأة. الكل يحترمني جداً، استقبلت الاسرى مرتين في برنامجي. وفي ذكرى حرب تموز وآب، قدمت حلقات ميدانية مع المقاومة على الأرض، لم يكن هناك اعتراض على كوني امرأة. هناك ثقة اكتسبتها من عملي كمراسلة في هذا المجال. التجربة والالتزام والجدية تكسبك الاحترام والجدية في تعامل الناس معك». توضح منار أن دخول المجال الإعلامي كان حلمها مذ كانت صغيرة: «منذ كنت في الثالثة عشر من عمري، كنت أقول لوالدي إني أريد أن أصبح مراسلة. كان يشجعني دائماً، وآمن بي كثيراً لذا اكتسبت القوة. في الوقت عينه، أمي ربتنا جيّداً، وجهدت كي نتعلم». لاحقاً، انتقلت المراسلة الدؤوبة والنشيطة إلى الاستديو الكبير. تغير الأمر عليها، لكنها بقيت كما هي مجدّة، لكن حنين «المراسلة» بقي في داخلها: «كنت أود أن أبقى مراسلة. عملت كمراسلة ومعدة ومقدمة لأربع سنوات، لذا لم يكن أمراً صعباً». تعود صباغ لتحسم الأمر في النهاية: «إذا وقعت حرب أو تطوّر ميداني، لا أتمنى إلا أن أكون في الميدان. في حرب تموز، عملت بعض الوقت كمراسلة ميدانية في الضاحية والإدارة في النهاية تختار الأنسب». ماذا عن اليوم؟ تعد الإعلامية ــــ التي تعمل أحياناً من 12 إلى 13 ساعة يومياً ـــ لثلاثة أعمال تلفزيونية، يعرض منهما اثنان على الشاشة، فيما الثالث قيد الإعداد. الأول هو «بانوراما اليوم» برنامجها الأثير المباشر واليومي (يقدّم خمسة أيام أسبوعياً في الثامنة والنصف تماماً). البرنامج عبارة عن تلخيص ونقاش لما يدور من أخبارٍ آنية، حدثية، خبرية. إنه أشبه بقراءة ومتابعة لأحداث اليوم وأخباره بجرعةٍ واضحةٍ مركزة مع ضيوفٍ خبراء. «بانوراما اليوم تجربة عمرها أربع سنوات. هذا البرنامج هو جرعة يومية لا يمكننا الاستغناء عنه» تشير صباغ. بالإضافة إلى فريق عملها «الصغير» بالمناسبة، تجهد منار منذ اللحظة الأولى لاستلامها المشروع، في الاهتمام بكل التفاصيل كما لو أنَّ كل حلقةٍ هي أهم حلقة. «لا يهم من يكون الضيف، أو ما هي المادة المعروضة.
برنامج تاريخي قيد الإعداد يختص بأحداث وشخصيات معينة

كل حلقة يتم العناية بها بالطريقة والاهتمام ذاتهما». وتشير إلى إشرافها الشخصي على كل تفاصيل العمل: «أقول دائماً إني لم أقدم يوماً جملة - ولو واحدةً - ليست من إعدادي، وهذه الجملة تعني لي كثيراً في تجربتي في «المنار». منذ تقديمي «مع الحدث»، كنت معنية بكل تفاصيل البرنامج الذي كان يعرض في العاشرة صباحاً لكنني كنت آتي إلى القناة في السابعة والنصف لأنظّم كل شيء. كوني معدة ليس بشيء جديد عليّ. عملي كمراسلة سابقة أيضاً جعلني مستعدّة دوماً لأي شيء جديد». البرنامج الثاني هو «حقك تعرف» (كل أربعاء ـــ س: 21:15) وهو من إعدادها أيضاً. تقول لنا: «في برنامج «حقك تعرف»، أتولى دور المنتج ورئيس تحرير الإعداد. بدأ البرنامج كفكرة واجتماعات في مجلس الإدارة ومناقشات، بالتزامن مع الحديث عن مكافحة الفساد من قبل «حزب الله». إنه برنامج يعكس بشكل واضح تطلعات خطاب سماحة السيد  حسن نصر الله عن مكافحة الفساد وهو أمر كان الحزب يقوم به تاريخياً منذ بداياته، لكن الآن بات الأمر يأخذ شكلاً أكثر وضوحاً». هنا يحضر السؤال طالما أننا نتحدث عن الفساد، ألن تكسب منار صباغ أعداء من العيار الثقيل؟ تجيب بالهدوء نفسه: «أنا لا أمثّل منار صباغ، بل تلفزيون «المنار» الذي يمثل «حزب الله» ولا أظن أنّ أعداء الحزب سيتزايدون أو ينقصون. الفرز قائم. طريقة مقاربة الأمور ستكون مختلفة. لا نشخصن الأمور ولا نشهّر. هناك معايير كثيرة ودقيقة تبدأ من ميثاق قناة «المنار» الشرفي الإعلامي وبطاقة البرنامج التي أخذت الكثير من الوقت. هذا البرنامج أخذ الكثير من الوقت لتحديد مبادئه، لكن التحضير كان قياسياً». يقدم «حقك تعرف» وجهاً إعلامياً جديداً هو المحامي هاني ابراهيم، هنا يحضر سؤال عن سبب عدم تقديم منار صباغ البرنامج، فتجيب بسرعة: «بالخيارات المهنية التي تعنيني، شعرت أني أفيد البرنامج أكثر خلف الكواليس لأن هناك أشياء لا يمكنني فعلها عندما أقدم حيث تتحكم بك أمور كثيرة. وهناك فكرة أخرى تتعلّق بالمعايير الأخلاقية، عندما تظهر على الشاشة لا تقوم بمجهود إلا عند ظهورك. يجب أن تعوّد نفسك على أن تقوم بمجهود يقدمه شخص آخر. وهذا يشبهنا، يشبه قناة «المنار» وأخلاقياتها». وتستطرد: «لا أقدّم نفسي كقديسة، بل أحاول أن أرتقي بما يطور ويفيد «المنار» ويجعلني في مكان يرضي طموحاتي في الوقت نفسه».
هنا أيضاً تشرف صباغ على العمل من الألف إلى الياء؛ وبالمراس نفسه الذي تستخدمه في «بانوراما اليوم». تشير ضاحكة: «والله يحتاج وقتاً أطول ويأخذ من أوقات برامج أخرى، نظراً إلى أنه جديد وحساس». وأخيراً، ماذا عن البرنامج الثالث؟ تخفض منار صوتها مشيرة إلى أنّه «سرّ». وحين نحاول الاستفسار أكثر، توضح: «إنه برنامج تاريخي مهم جداً يختص بأحداث وشخصيات وسيقدم جرعة يحتاج لها الجمهور. لم نسمِّه بعد وسيعرض في حينه».