رغم تركه الشاشة قبل عامين بعدما قدّم استقالته من mbc وعيّن رئيس «هيئة الاذاعة والتلفزيون السعودي» التي تضمّ عدداً من وسائل الإعلام، لم يغيّر داود الشريان أسلوبه في الحوار. فالمقدّم السعودي عاد إلى الكاميرا أمس ببرنامجه الجديد «ماحنا بساكتين» الذي يبثّ على قناة sbc السعودية ويخرجه اللبناني باسم كريستو. العمل يعالج قضايا عدّة تهمّ المجتمع السعودي. فمن المعروف أن ذلك المجتمع هو أرض خصبة لقضايا كثيرة، آخرها هروب الفتيات من ذويهنّ وطلب اللجوء في أوروبا. هذا الملف أُعيد فتحه أخيراً مع هروب الفتاة رهف القنون (19 عاماً) قبل أشهر وطلبها اللجوء إلى كندا حيث تحقّقت أمنيتها وسط تغطية إعلامية عالمية لافتة. حتى إنّ خطوة رهف كشفت النقاب عن هروب عشرات الفتيات والعيش خارجاً للتخلص من العنف المجتمعي والعائلي المباشر وغير المباشر الذي يتعرّضن له. من هذا المنطلق، بدأ «ماحنا بساكتين» حلقاته بملفّ هروب السعوديات من ذويهن. ولهذه الغاية، استضاف الشريان مجموعة من الحالات التي عانت من مشاكل الهروب سواء الأهل أو الازواج وحتى الفتيات. كما تلقى مداخلة مصوّرة من سعودية تركت أهلها بعدما تعرّضت للاغتصاب من شقيقها والعنف منذ صغرها. هكذا، حاور الشريان ضيفته بكل هدوء مستمعاً لها ولمعاناتها، ليختتم اللقاء بطلب تعديل القوانين السعودية وحماية المرأة من العنف بشتى أشكاله. هذا الموقف الذي طالبه الشريان لا ينمّ عموماً عن موضوعيته في معالجة مشاكل السعوديات، بل لأن المقدّم معروف بقربه من الديوان الملكي، ويوجّه رسالة للآخرين بأنه يمكنه انتقاد نظام محمد بن سلمان في وسائله الاعلامية، على اعتبار أن «هيئة الاذاعة والتلفزيون السعودي» هي الذراع الاعلامية لولي العهد والناطقة الرسمية باسمه. كما أن تعيين الشريان رئيساً لتلك الهيئة لم يكن خطوة عفوية، بل لأن الشريان يملك شعبية واسعة في المملكة. لذلك إن وضعه تحت أجنحة ابن سلمان يخدم الديوان. فأسلوب المقدّم في الحوار هو وسيلة لتلميع صورة ولي العهد الذي «يتقبّل النقد». في المقابل، تعرّض علي العلياني مقدّم برنامج «معالي المواطن» على mbc لإقصاء عن الشاشة بعدما هاجم عدّة وزراء سعوديين اتهمهم بالفساد، لتكون النتيجة غياب العلياني عن الكاميرا فترة وتحقيق كلمة الوزراء على أرض الواقع. إذاً، داود الشريان يطلّ على قناة sbc التي يديرها، ويلبس ثوب الجرأة بحواراته، لتخرج الحلقة بحملة مطالبة على تويتر بتوقيفها لأنه بحسب المغردين «يحرّض النساء على الهروب»!