على مدار عامين، جرى تصوير فيلم «الجدار» للمخرجة والكاتبة الفلسطينية ميرا صيداوي. الفيلم الذي تنتهي عملية توليفه نهاية هذا الشهر، يتحدث عن مغامرة أربعة شبان يعيشون في مخيم «شاتيلا» (بيروت)، ويحاولون إقناع النجم البريطاني روجر ووترز، بالمجيء الى المخيم وإحياء حفلة موسيقية هناك. ينتمي «الجدار» (30 دقيقة) الى نمط الدراما الوثائقية، بدأ كفكرة دعوة نجم الروك العالمي المؤيد الشرس للقضية الفلسطينية، وأفضى الى قراءة مختلفة، لواقع المخيمات واللجوء، كما تصرح صيداوي، الى وسائل الإعلام. إذ قالت إنها أرادت أن تكسر الصورة النمطية عن المخيمات، «بأنهم فقراء، وبلا مستقبل، ويتقاتلون طوال الوقت». تنطلق صيداوي من ورش عمل للأطفال درّبتهم على استخدام تقنية التصوير بالفيديو، لتنفذ الفيلم، وتنقل بعدساتهم واقعهم، وأحلامهم، ليضحي الفيلم عاكساً لكيفية مقاومة ظروف العيش داخل المخيم، وكيف يمكن إسماع العالم صوت هؤلاء: نشاهد عمر شاب (19 عاماً) الذي هرب من مخيم «اليرموك» (دمشق)، و«ريان» (2 عاماً) الفتاة المحجبة التي تقود دراجة نارية، و«سميح» (18 عاماً)، الآتي من «اليرموك» أيضاً، وقد منحته الدورة التدريبية «تفاؤلاً» في المستقبل، و«ملك» (22 عاماً)، وهي سورية تخفي حزنها بالضحك. هؤلاء الأربعة، شعرت المخرجة، بأنهم يمتلكون «أبعاداً»، و«يريدون تقديم شيء مميز». تؤكد صيداوي أنها شعرت في مرحلة التصوير، أن «الجدار الحقيقي موجود داخلنا، وأن المعاناة التي تظهر في الفيلم تشبه ما نواجهه». لذا باتت مشاركة ووترز غير مهمة، مقارنة بإيصال فكرة الشباب اللاجئين. هذا ما قالته منتجة الفيلم الأميركية إيمي وليامز (كلف تمويل الفيلم نحو 22 ألف دولار)، التي اعتبرت أن نقل قصص الشباب وأحلامهم، هي بقدر أهمية اعمال المشاهير، سائلة: «هل سيتطلب الأمر قدوم أحد المشاهير الى المخيم للحصول على اعتراف العالم بالأوضاع هناك؟».