تصر الإذاعات السورية الرسمية على رأسها «إذاعة دمشق» ــ أقدم وأعرق الإذاعات العربية التي أسهمت تاريخياً في إطلاق عمالقة الغناء العربي ـــ على التمسك بالتقاليد والأنواع الإذاعية ومحاولة تكريس جيل مهتم بالإذاعة وتأهيل كوادر شبابية للشغل الإذاعي بأساليب معاصرة من دون أن يفقد الخطاب رصانته، على اعتبار أن هذه المنابر لا يمكن لها الخروج من حالة تمثيلها للإعلام الحكومي الرسمي. هكذا، انصب الاهتمام بشكل خاص على الدراما الإذاعية التي حققت بعض أعمالها رواجاً محلياً وشهرة كبيرة منها «حكم العدالة» و«ظواهر مدهشة» و«يوميات عائلية». وانطلاقاً من رغبة الإعلام الإذاعي بدعم الدراما الإذاعية، دعت الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون برعاية من وزارة الإعلام إلى ورشة عمل تحت عنوان «الدراما الإذاعية: سبعون عاماً من العطاء» أقيمت أمس وتستمرّ اليوم في قاعة «مكتبة الأسد الوطنية» (ساحة الأمويين).
تركّز هذه الورشة على ما حققته هذه الدراما خلال سنواتها السبعين، وتتخللها محاور تحاضر فيها مجموعة من الاختصاصيين والمخضرمين في هذا المجال. أما مواضيع النقاش في الورشة، فهي: النص الإذاعي، والإخراج الإذاعي، والقراءة والنقد، إضافة إلى التمثيل والأداء. على أن تختتم الورشة بتكريم رواد فن الدراما الإذاعية في سوريا، وعرض مسرحي يلخّص تاريخ الدراما الإذاعية!