«نورما» أثلجت قلب نايف وغدي...

  • 0
  • ض
  • ض
«نورما» أثلجت قلب نايف وغدي...
قدمت زينة الراسي أمس، أحوال الطقس في بداية النشرة المسائية

احتلّت أخبار العاصفة «نورما» أمس القنوات اللبنانية، حتى إنّها تفوقت على أخبار وأحداث السياسة، لتتصدر عناوين ومقدمات نشرات الأخبار المسائية. طبعاً، لحظة موائمة لها، إذ يتواجد أغلب المشاهدين داخل منازلهم، منتظرين مسار العاصفة، والأضرار التي خلّفتها، إضافة الى أحوال الطرقات، سيما الجبلية. أمس، حشدت هذه القنوات، أطقمها لمرافقة الأحوال الجوية، التي انتقلت أغلبها من الخبر الأخير في النشرة الى الصدارة. هكذا، حضرت غرفة التحكم المروري، وتقارير الصليب الأحمر، كمحطات بارزة في التغطية التلفزيونية، لكن في المقابل، حضر سؤال حول جدوى و أهمية التغطية الميدانية المباشرة سيما من مناطق يصعب الوصول إليها، أو الوقوف لوقت طويل فيها. فرغم تحذيرات الحركة المرورية أمس، بضرورة عدم سلوك المناطق الجبلية، لأنها مقفلة بسبب الثلوج، الا أن ما شهدناه أمس، كان كارثياً. تجمهرت السيارات وحتى تلك غير المجهزة بالسلاسل المعدنية، في منطقة «ضهر البيدر»، وأعالي الجبال، مخالفة بذلك التعليمات المروية. خنقة السير التي حضرت أولاً في النشرات، أرغمت عدداً من المراسلين الميدانيين، على مواكبتها، لكن ما خرجوا به من رسائل يثير فعلاً الشفقة، ويطرح سؤالاً عن أهمية هذه المواكبة الحيّة، من دون تجهيز لوجستي، وأثار كذلك سخط العديد من الناشطين على وسائل التواصل الإجتماعي الذين تعاطفوا مع المراسلين. قناة lbci، على سبيل المثال، بدا مراسلها من هناك نايف درويش، كأنه داخل ثلاجة حقيقية. المراسل ظهر من خلال تطبيق «سكايب»، ولم يستطع في البداية أن يوصل رسالته بسب عطل تقني في الصوت. على مقلب «الجديد»، كان مراسلها غدي بو موسى، يرتجف من البرد، وساعد في ذلك، عدم إرتدائه ثياباً مناسبة، فشهدنا لجوء أحد المواطنين لإلباسه قبعة تقيه الصقيع. بو موسى، راح يتنقل بين السيارات المتوقفة في «صوفر» ويستصرح السائقين، ليعود ويحضر أمام الكاميرا، ككائن متجمد حتى لا يستطيع إكمال رسالته. من المفيد طبعاً، تتبع أخبار العاصفة، والنزول ميدانياً لتفقد أضرارها، لكن من غير المجدي تسّمر المراسلين لهذا الوقت، في ظل ظروف مناخية صعبة، فقط ليطلعوا المواطنين على المشهد في المناطق الجبلية، مع تحملهم عبء العاصفة وتبعاتها على صحتهم!

0 تعليق

التعليقات