سرعان ما أيقظت هذه الحادثة مخاوف متعلّقة بحريّة التعبير، وتساؤلات جديدة حول مدى اتساع سطوة محمد بن سلمان وحدود رقابته إلى خارج بلاده، لاسيّما أنّه بات جلياً أنّ الأمر لم يعد محصوراً بالميديا ومواقع التواصل الاجتماعي المحلية. علماً بأنّ شركة Statista التي تتخذ من هامبورغ مقرّاً لها، تقدّر عائدات «نتفليكس» في السعودية بـ 6.6 مليون دولار في 2019، وترجّح أنّها ستقفز إلى 9.8 مليون العام المقبل. في المقابل، حاولت الشبكة الأميركية (أبصرت النور عام 1997) شرح الأسباب التي دفعتها إلى ذلك، موضحة: «ندعم بقوة حرية الإبداع الفني في العالم… ألغينا الحلقة في السعودية بعد تلقينا طلباً قانونياً سليماً… المسألة أتت امتثالاً للقانون السعودي».
إلا أنّ تصريحات «نتفليكس» لم تنه الجدل. إذ أدانت سارة ليا ويتسن، المديرة التنفيذية لمنظمة «هيومن رايتس ووتش»، الواقعة معتبرة أنّ «إدعاء «نتفليكس» بدعم الحرية الفنية لا يعني شيئاً إذا كان ينحاز لمطالب مسؤولين حكوميين لا يؤمنون بأي شكل من أشكال الحرية لمواطنيهم، لا فنياً ولا سياسياً ولا كوميدياً».
اعتبرت المملكة أنّ الحلقة تشكّل خرقاً لنظام مكافحة جرائم المعلوماتية
أما المحرّرة في صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية، كارين عطية، فرأت أنّ ما جرى «مثير للغضب».
يبدو أنّ Patriot Act with Hasan Minhaj الذي يستوحي اسمه من قانون Patriot Act لمكافحة الإرهاب (أُقرّ بعيد أحداث 11 أيلول 2001)، هو أوّل البرامج التي تخلق مشكلة لـ «نتفليكس» في السعودية، لكن لا شيء يؤكّد أنّه سيكون الأخير، خصوصاً أنّ البلد الذي يحتل المرتبة 169 من أصل 180 في مؤشّر حرية الصحافة الصادر عن منظمة «مراسلون بلا حدود»، سبق مثلاً أن فرض على «فاينانشال تايمز» سحب أحد مراسليها وإغلاق مكتبها في الرياض بسبب نشرها «أكاذيب عن السعودية». حتى إنّ المملكة كانت تدرس الخيار القضائي، إن لم تصدر الصحيفة «اعتذاراً وتتعهد بتغطية محايدة وموضوعية»، وفق ما ذكر موقع «سي. أن. أن».
Clearly, the best way to stop people from watching something is to ban it, make it trend online, and then leave it up on YouTube.
— Hasan Minhaj (@hasanminhaj) January 2, 2019
Let’s not forget that the world’s largest humanitarian crisis is happening in Yemen right now. Please donate: https://t.co/znMP8vyJma https://t.co/t2VUDhhIdB
من جهته، علّق منهاج على ما جرى عبر حسابه الرسمي على «تويتر»، معتبراً أنّه من الواضح أنّ «أفضل طريقة لمنع الناس من مشاهدة شيء ما هي منعه وتحويله إلى ترند، وتركه متوافراً على يوتيوب». وأضاف: «دعونا لا ننسى أنّ أكبر كارثة إنسانية تجري الآن في اليمن»، قبل أن يختم منشوره برابط للتبرّع عبر الموقع الرسمي لـ «لجنة الإنقاذ الدولية» (IRC).