مَن يتابع حساب الصحافي جوزيف أبو فاضل على تويتر، يلاحظ أنّه مصنع لمختلف أشكال العنصرية، والفئوية والذكورية. الصحافي الذي يحلّ ضيفاً سياسياً على أغلب الشاشات اللبنانية، اقترن اسمه قبل فترة بالنائبة بولا يعقوبيان، التي وصفها بأقذر العبارات الذكورية، ليعتذر بعدها مرغماً. وها هو اليوم يضيف نقطة إلى سجله الحافل. في رده على أحد المعلقين على حسابه على تويتر، أدلى أبو فاضل قبل يومين برأيه الرافض لإعطاء المرأة اللبنانية حقها بمنح الجنسية لأولادها، خوفاً من «أكثرية ديموغرافية على حساب اللبنانيين». ونصح المرأة بأن تتزوج «وترحل مع أولادها» الى بلد زوجها، واصفاً النضال من أجل نيل حق طبيعي للنساء اللبنانيات بـ «الأسطوانة التي سقطت إلى الأبد». وذيّل الرد بعبارتي: «لا للتوطين والتجنيس». تغريدة أثارت زوبعة على مواقع التواصل الاجتماعي وما زالت ارتداداتها مستمرة. صحيح أن المرأة اللبنانية المتزوجة من أجنبي، لم تحصل بعد على حق إعطاء أولادها الجنسية، بسبب عوامل سياسية متحكمة بمفاصل هذا البلد، الا أن هذا الأمر لا يمكن أن يقابل كل مرة بفزاعة التوطين، وتزحزح الديموغرافيا. «اسطوانة» تلوكها عبر ألسن يفترض أن تتحمل مسؤولية على هذه المنابر الإفتراضية وحتى الشاشات. وإذ بها، تتحفنا في كل مرة، بمواقف مخجلة، تنم عن ذهنية ما زالت عالقة عند أعتاب الحرب الأهلية، ولغة التقسيم المناطقي والطائفي!