في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، صادق مجلس الوزراء التونسي على مسوّدة قانون الأحوال الشخصية، الذي يتضمن أحكاماً بالمساواة في الميراث بين الرجل والمرأة، ويحتاج المشروع الى مصادقة البرلمان كي يصبح ساري المفعول. أتى هذا الأمر، بعدما شكّل رئيس البلاد، الباجي قائد السبسي لجنة «الحريات الفردية والمساواة» في حزيران (يونيو) الماضي، لتصوغ مقترحات قوانين تتعلق بأحكام الإعدام، والمساواة في الميراث، وعدم تجريم المثلية الجنسية. مشروع قانون المساواة في الميراث بين الجنسين، ما زال يثير الجدل داخل تونس حتى اليوم. شبكة «بي. بي. سي» عربي، حاولت من خلال وثائقي «حصتي حقي» الذي يبث الليلة (21:00 بتوقيت بيروت) تقصي الشرخ الحاصل في المجتمع التونسي، وعرض شهادات لنساء تونسيات، عانين من هذا التمييز، مقابل عرض وجهات النظر الدينية في الموضوع. مراسلة الشبكة، ندى عيسى، تعرض في الشريط حالات نساء أمضين عمرهن وهن يطالبنّ بحقوقهن من اخوانهنّ. على سبيل المثال، تورد قصة ثلاث أخوات حرمن من حصتهن في الميراث، وتسرد قصة أخرى لأرملة وأم لأربعة أطفال، بذلت حياتها في العمل لإدخار المال الكافي للعيش مع أهلها، وإذ بأخيها يستولي على أملاك العائلة. ورغم ذلك تفوز عليه في الدعوى القضائية المقامة ضده، لكنها ما زالت بحاجة الى المال، كي ينفذ الحكم الصادر بأخيها. الى جانب شهادات النساء، تلتقي عيسى، الرئيس التونسي (91 عاماً) الذي سيتحدث عن المقترحات الجديدة، التي ستمهدّ الطريق أمام الجيل الجديد، ليبني دولة أفضل مما هي عليه تونس اليوم. وفي الشق الديني، يحضر الإمام طيب الغزي، الذي يندرج ضمن رجال الدين المحافظين، ليؤكد أن العلّة ليست في التشريع، بل في «جشع الأخوة الذين يديرون ظهورهم للإسلام وتعاليمه». وطبعاً، سيعبر الرجل عن خشيته من تغيير المقترح القانوني «هوية تونس الإسلامية».


* «حصتي حقي» الليلة عند الساعة 21:00 بتوقيت بيروت على شاشة bbc عربي.