لم تكن الحلقة السابقة من برنامج «أحمر بالخط العريض» الذي يقدّمه مالك مكتبي على قناة lbci (كل أربعاء ــ 21:40) الوحيدة التي عالج خلالها مقدّم البرامج اللبناني زواج القاصرات. لو عدنا قليلاً إلى الوراء، لأمكن القول إنّ مكتبي من أوائل الذين سلّطوا الضوء على زواج القاصرات على الشاشة الصغيرة. فمع انطلاق «أحمر بالخط العريض» قبل أكثر من 11 عاماً، استقبل مكتبي فتيات زُوِّجنَ وهنّ قاصرات، الأمر الذي عرّضه لهجوم عنيف لاستضافته تلك الحالات «المؤلمة». الآفة التي تضرب المجتمعات العربية، تعود كل فترة إلى دائرة الضوء بالتوازي مع حملات إعلانية لجمعيات محلية تهدف إلى التوعية على الموضوع والحثّ على رفع سنّ الزواج، من بينها حملة #مش_قبل_18 لـ «التجمّع النسائي الديمقراطي اللبناني» و#بكير_عليا التي أطلقتها «الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية».في الحلقة السابقة من «أحمر بالخطّ العريض»، استضاف مالك فتاة قاصرة لم تبلغ العاشرة من عمرها، وهي تجلس إلى جانب خطيبها الذي يكبرها بنحو 15 عاماً. تحدّث الثنائي عن علاقتهما، وكأنّ كل شيء طبيعي! بهدوء لافت، حاور المقدّم الـ «كوبل» من دون أنّ يصدر الأحكام. بخطواته الواثقة، تنقّل مكتبي بين تفاصيل تلك القضية الحساسة والمهمّة التي تعاني منها المجتمعات العربية. بدا مكتبي هادئاً بعباراته، ولم يستفزّه مشهد الخطيبَيْن، وكأنّه يريد إيصال الحالة ليُصدر المشاهد حكمه ضد زواج القاصرات.
فمن مبدأ عدم جلد الضحية، راح مكتبي يفكّر في كيفية حلّ تلك الأزمة وتوعية الناس عليها ومحاربتها. في الوقت نفسه، لم يعرّض الفتاة لأيّ أذى نفسي بأسئلته «الجارحة». خلافاً لما أشيع على مواقع التواصل الاجتماعي، لم تكن هذه الحلقة ضمن الحملات اللبنانية المناهضة لزواج القاصرات، بل كانت أشبه بمشهد من فيلم واقعي.
على الضفة الأخرى، لم يحسم مكتبي بعد موقفه بشأن الظهور في حلقة خاصة من «أحمر بالخط العريض» تُعرض خلال فترة عيدَي الميلاد ورأس السنة كما كان يحصل سابقاً، على أن يحسم قراره قريباً بعرض حالة اجتماعية لافتة خلال الأعياد أو الخروج من المنافسة.