في الأحوال العادية، لا تتدخّل الطواقم الإعلامي بما يجري في المحيط أثناء تصوير حلقات تلفزيونية أو وثائقيات حول الطبيعة والحيونات. غير أنّ طاقم «هيئة الإذاعة البريطانية» كسر القاعدة أخيراً أثناء وجوده في أنتاركتيكا خلال تصوير مشاهد لسلسلة Dynasties التي يتولّى تقديمها السير ديفيد أتينبارا عبر BBC. فيما كان الطاقم يلتقط مشاهد للحلقة المخصصة لطيور البطريق، وجد مجموعة من البطاريق (أمهّات وصغارها) من النوع الإمبراطوري (emperor penguins) عالقة في وادٍ، فتدخّل في حالة نادرة لإنقاذها من الموت المؤكد، الأمر الذي حظي بإعجاب كثيرين من روّاد مواقع التواصل الاجتماعي.كشفت لقطات من وراء الكواليس تم بثها بعد الحلقة الثانية العاطفية من Dynasties، أمس الأحد عن الظروف القاسية التي واجهها طاقم التلفزيون في القارة القطبية الجنوبية. تتبع البرنامج مستعمرة لطيور البطريق في خليج «أتكا» تصارع من أجل البقاء والتكاثر في أشدّ فصول الشتاء على وجه الأرض.

قضى المخرج ويل لوسون، مديرة التصوير الفوتوغرافي ليندسي مكراي، ومساعد التصوير ستيفان كريستمان، 337 يوماً في القارة الجليدية، حيث عملوا في درجات حرارة وصلت إلى 60 درجة مئوية تحت الصفر، مع رياح تصل سرعتها إلى 100 كم في الساعة.
في إحدى المرّات وبعد هدوء عاصفة، اكتشف الفريق العديد من أمهات البطريق وصغارها معزولة عن المستعمرة في وادٍ، فالتقط مشاهد مروّعة للأمهات تقاتل لسحب أولادها إلى أعلى المنحدر الهائل، بينما لجأت أخرى إلى التخلّي عنها تماماً.
بعد يومين، عاد الفريق وقرر بناء منحدر متدرّج ساعد البطاريق الباقية في الصعود إلى برّ الأمان.
قبل بثّ هذه الحلقة، دافع لوسون عن القرار، قائلاً في حديث إلى صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية إنّه «يمكنك فقط التصّرف بناءً على الحقائق أمامك».«كنا نعلم أننا الحيوانات الوحيدة الأخرى هناك. لم يكن هناك حيوان يستفيد من زوال طيور البطريق هذه. كان سينتهي فقط في اتجاه واحد». أما مايك جونتون، المدير الإبداعي لوحدة التاريخ الطبيعي في «بي. بي.سي»، فدافع عن تصرّف الطاقم. وشدّد للصحيفة نفسها على أنّه «أعتقد أنّ هذا هو الشيء الصحيح الذي ينبغي القيام به. إذا عرف الناس أن لدينا الفرصة للقيام بذلك، ولم نفعل، أعتقد أن المواجهة ستكون أصعب عندها».