منذ تاريخ إختفاء الصحافي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية، في 2 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، وصحيفة «واشنطن بوست» لا تتوانى عن المطالبة بجلاء حقيقة إختفائه، الى حين تكّشف حادثة إغتياله وإعتراف السعودية بأنه اغتيل في القنصلية: من عامودها الأبيض الفارغ الشهير الذي خصصته تضامناً مع قضية خاشقجي، بعد ثلاثة أيام على إختفائه، بعدما كان الأخير مواظباً في الفترة الأخيرة على الكتابة في هذه المساحة (صفحة الرأي)، وصولاً الى الضغط الذي تمارسه عبر مقالاتها ومساحات آرائها، في سبيل معرفة حقيقة ما جرى. وأمس، أطلقت الصحيفة سلسلة إعلانات رقمية، ومطبوعة، تطالب بكشف ملابسات ما حصل في ذاك اليوم في اسطنبول، ومعرفة الحقيقة في ما يتعلق باغتيال خاشقجي «الوحشي». على سبيل المثال، نشرت على موقعها الإلكتروني، فيديو قصيراً (15 ثانية)، يسلسل زمنياً ما حدث مع الصحافي السعودي، من تاريخ مقتله والمكان الذي تمت تصفيته فيه، على أن ينتهي بصورة لولي العهد السعودي محمد بن سلمان، مذيلة بعبارة «نطالب بالحقيقة».

سلسلة الإعلانات المطالبة بجلاء الحقيقة، كانت قد أعلنت عنها محررة «الآراء العالمية» في الصحيفة كارين عطيّة، عبر حسابها على تويتر. علماً أنّ علاقة مميزة كانت تجمعها بخاشقجي، بصفتها المحررة لمقالاته في الصفحة. لاقت هذه الخطوة، عشرات الآراء المؤيدة، والمشجعة على كشف الحقيقة، وايضاً، على الضغط أكثر في سبيل المطالبة بإطلاق سراح معتقلي الرأي في السجون السعودية.