أمس الأربعاء، عاشت الولايات المتحدة خضّة أمنية كبيرة لم تعهدها من قبل، عبر سلسلة الطرود المشبوهة التي أُرسلت إلى منزل وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون وزوجها الرئيس السابق بيل كلينتون، وإلى مكتب الرئيس السابق باراك أوباما، وإلى مقرّ شبكة «سي.أن.أن» في مانهاتن (نيويورك). وفيما أخلي صباح اليوم (بتوقيت نيويورك) مبنى «تايم وورنر» حيث تقع الشبكة الأميركية، كانت المفارقة أنّ حادثة العثور على الطرد المشبوه والذي تبين فيما بعد أنّه «عبوة ناسفة»، بٌثّت مباشرةً على الهواء. ففيما كان كل من بوبي هارلو وجيم سكيوتو (رئيس مراسلي الشؤون الأمنية في cnn) قد بدآ بقراءة الأخبار العاجلة المتعلقة بالطرود الموزّعة على شخصيات أميركية رفيعة المستوى، دوّى صوت إنذار الحريق، واستمرّ المذيعان بالكلام على الهواء، رغم أنّه من الواضح أنّ خطراً ما يداهم المبنى.

غير أنّهما استأذنا من المشاهدين، لمعرفة ماذا يحصل، قبل أن يعودان ويكملان رسالتهما من أمام مبنى «تايم وورنر» بعيد إخلاء المبنى. صورة الطرد نشرتها لاحقاً «سي. أن. أن» على حسابها على تويتر وقالت إنّه يحتوي على «جهاز يشبه الأنبوب الذي يماثل تلك الأجهزة التي عثر عليها في أماكن أخرى منها منزلا أوباما وهيلاري كلينتون». ليصار بعدها إلى تداول الفيديو الشهير للمذيعين الأميركيين بشكل مطرّد على الشبكات الإجتماعية، واللذين سجّلا من دون دراية لحظة تلفزيونية مهمّة، رغم حالة الهلع التي سادت المكان، فضلاً عن احترام المشاهد وبعدها إستقصاء ما يحدث في المبنى الذي اضطرّا إلى إخلائه كالبقية، قبل أن تبدأ الشبكة الأميركية لاحقاً البث من مكاتبها في واشنطن.