حبس العالم أنفاسه في انتظار كلمة الرئيس التركي رجب الطيب أردوغان اليوم خلال اجتماعه مع أعضاء حزب «العدالة والتنمية» في البرلمان، وما سيوجهه للسعودية، حيال قضية إغتيال الصحافي جمال خاشقجي على أراضيه. لكن، سرعان ما تبدّدت التوقعات عندما خفّض أردوغان سقف كلامه الموجه الى المملكة، وحصر ما حصل بمحاكمة المتورطين الـ 15 مع تمنيه أن تصار محاكمتهم على الأراضي التركية، من دون أن ينسى ذكر الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز لكن، من باب التنسيق معه، بخصوص تشكيل فريق تحقيق سعودي-تركي بشأن ما حدث أخيراً هناك. طبعاً، خطاب الرئيس التركي، وتداعياته انعكست مباشرة على اعلام الجبهتين المتعارضتين: قطر والسعودية. كان لافتاً هذه المرة، نقل قناتيّ «العربية» و«الحدث»، للخطاب، وتصدّر موقع «العربية» الإلكتروني، لما ورد في كلمة أردوغان. ركزت الشبكة السعودية على الإتصال الحاصل بين الرئيس التركي والملك السعودي، وعلى محاكمة الأشخاص الـ15 الذين تواجدوا وقتها في القنصلية السعودية في اسطنبول، مع تكرار لما قاله المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالن، بأن بلاده «لا تريد أن تتضرر علاقتها بالسعودية بسبب قضية خاشقجي». ورغم أن خطاب أردوغان أتى مخيباً لشبكة «الجزيرة»، الا أن الأخيرة راحت تعطي أهمية لنقاط وردت في الخطاب مغايرة تماماً لما ارتأته «العربية».
كان التركيز هنا، على أن حادثة الإغتيال كان مخططاً لها مسبقاً، وأن «الرواية السعودية غير مقنعة». «الجزيرة» التي لم تبث خطاب اردوغان كاملاً واكتفت بقدر بسيط من البث (الجزء المتعلق بقضية خاشقجي)، كانت قد نقلت عن صحيفة «واشنطن بوست» صباحاً، ما كشفته عن «حوافز» مالية وسياسية قدمتها السعودية لتركيا، لإنهاء قضية خاشقجي، من ضمنها مساعدات مالية وإستثمارات، وايضاً إنهاء الحصار على قطر. حوافز قوبلت برفض أردوغان تبعاً لما نُقل، بسبب ما اعتبره «رشوة سياسية».