بعد نشر وكالة «رويترز» أمس الرواية السعودية عن لسان مسؤول سعودي رفض الكشف عن اسمه، محاولاً دفع تهمة إغتيال الصحافي جمال خاشقجي، عن القيادة السعودية، وإلصاقها بالفريق الذي تواجه معه في القنصلية السعودية في اسطنبول، كنوع من الخروج عن الأوامر العليا... بدأت «العربية» التسويق لهذه الرواية التي تتعارض مع أي منطق، وتقضي بأنّ خاشقجي قتل بعد حصول شجار هناك. في تقرير نشرته أمس تحت عنوان «خاشقجي: تفاصيل الخطأ القاتل»، أعادت المحطة سرد الرواية المذكورة، مع إستخدام عبارات تسهم في دفع التهمة عن القيادة السعودية: «عملية أمنية خرجت عن السيطرة»، «تضليل القيادة من قبل الفريق المرسل الى تركيا»... والمضحك أن الشبكة السعودية، ادعت أنّ المملكة أرادت جرّ خاشقجي «سلمياً» الى الرياض، كما تسوق باقي معارضيها، لكن ارتفاع صوته داخل القنصلية سبّب «ذعراً» لدى 15 شخصاً سعودياً فاضطروا الى قطع أنفاسه. علماً أنّهم الفريق عينه الذي أتى في الأصل لتصفيته، مصطحباً معه طبيباً شرعياً، مع تأكيد الشبكة على أن نية القتل غير موجودة في الأصل!


تحاول الشبكة إستعادة زمام المبادرة وإحداث توازن أمام الحملة الإعلامية والسياسية العالمية على السعودية بعد أزمة خاشقجي، وقد اعتبرت أنّ مفاعيلها فاقت حتى أحداث 11 ايلول 2001. ففي تقرير نشر أمس، أعادت «العربية» التذكير بأهمية بلادها، وحاجة العالم إليها، وإلى نفطها، والى كونها «بلاد الحرمين»، و «مناهضة للإرهاب»، و«للمشروع الإيراني في المنطقة»، خاصة بعيد مقاطعة العديد من الدول مؤتمر «دافوس الصحراء» العالمي، الذي ينطلق غداً في الرياض. إذاً، جهد مضاعف تقوم به القناة السعودية بغية «لملمة» ما تبقى لبلادها من وسائل للدفاع عن صورتها بعدما بات واضح للعالم كيف تتعاطى المملكة فعلاً مع «معارضيها»!