خديجة جنكيز الإسم الذي صعد في موازاة قضية إختفاء الصحافي السعودي جمال خاشقجي التي أصبحت لغزاً اليوم، وساحة تضارب للمعلومات، ولتصفية الحسابات الخليجية-الخليجية على وجه الخصوص، ما لبثت أن استحوذت على الضوء، ولمع نجمها في الإعلام العالمي إيجاباً، والسعودي سلباً. استطاعت هذه المرأة التركية، وخطيبة الصحافي، أن تسرق الأضواء وتثار حولها روايات خيالية (آخرها سلخها من كونها إمرأة وإتهام الوزير المصري السابق محمد محجوب بتنكرّ بزي إمرأة)، وان تكشف كذلك، عن ذكورية متعفنة في كيفية تعاطي الإعلام الخليجي معها. المرأة التركية التي تعرّف عن نفسها على حسابها على تويتر (يتابعها أكثر من 84 ألفاً) كباحثة تركية مهتمة بالشأن العُماني، اتجهت الأنظار إليها أخيراً، والى ما تدّونه وتعبّر عنه في هذا الحساب، سيّما من الجمهور العربي. إذ تحرص جنكيز على الكتابة بالعربية في أغلب تغريداتها. وازداد تسليط الضوء عليها أكثر، مع الدعوة التي وجهها الرئيس الأميركي دونالد ترامب إليها بزيارة «البيت الأبيض». أمر تريثت فيه، جنكيز، مشترطة أن يقدم ترامب «مساهمة حقيقية للكشف عما حدث لجمال داخل القنصلية السعودية». صحيفة «واشنطن بوست» التي خصصت مطلع الشهر الحالي، مساحة بيضاء لخاشقجي في صفحة «الرأي» تضامناً معه، وشجباً لما حدث معه، ملأتها جنكيز ولو مؤقتاً، فقد نشرت الصحيفة الأميركية أمس، مقالاً لجنكيز، ضمن صفحة «الرأي» ايضاً، دعت فيها الى محاسبة «من أخذوه ومعاقبتهم الى أقصى حدود القانون»، لافتة الى أن خطيبها «دفع حياته ثمناً لمطالبة الشعب السعودي بالحرية». وكالمتيقن بأن خاشقجي فعلياً غادر الحياة، توجهت إليه يالقول في مناسبة عيد ميلاده الستين، بالقول بأنه «سيولد في هذا اليوم الآلاف من أمثاله»، و«أن أفكاره سيتردد صداها في جميع أنحاء العالم».


جنكيز لم تخطف أنظار العالم الغربي، والعربي، بل كانت في مرمى الإعلام السعودي. منذ بداية أزمة خاشقجي، راح هذا الإعلام يشكّك في أن تكون جنكيز خطيبة خاشقجي، ناعتاً إياها على الدوام بـ «الخطيبة المزعومة». قناة «العربية»، التي وضعت كل جهدها في سبيل دحض الروايات المتحدثة عن إغتيال الصحافي السعودي، وضلوع المملكة في هذه العملية الإجرامية، لم تجد باباً الا وطرقته، كما يقال. فقد استنجدت بداية بعائلة خاشقجي، وبإستصراح نجله صلاح، ولجأت أخيراً، الى زوجته السابقة آلاء نضيف، التي دعّمت رأي الإعلام السعودي، وشككت في أن تكون خديجة جنكيز خطيبة خاشقجي، مدافعة عن المملكة و«تسامحها» مع من يخالفها الرأي. ويبدو أن ما غرّدت به أخيراً جنكيز، أشعل نيران الغضب في السعودية. إذ قالت إن السعودية «دمرت اليمن وحضارتها»، و«سرقت مستقبل أبنائها». أمر دفع بالقناة السعودية، إلى «إتهام» جنكيز بأنها «ناشطة في مناصرة جماعة الإخوان المسلمين ودعم السياسات القطرية، مقابل عدائها للدول العربية التي تكافح كل جماعات الإسلام السياسي». و راحت «العربية»، «تفنّد» حسابها على تويتر، وتخرج التغريدات المشتركة مع خاشقجي، في تبادل التحايا والمعايدات. أمر بالطبع، مناف لكل مهنية وإحترام لخصوصيات الأفراد حتى لو كانت المحادثات علنية ومفتوحة.