«عود على بدء» بهذا المثل يمكن اختصار ما حدث أول من أمس على lbci و«الجديد». حمّى برامج الاثنين، التي استنفدت وظائفها وجمهورها، حضرت أول من أمس مع بعض التعديلات، متمثلّة في برنامج «طوني خليفة» على «الجديد». بعد خوضه ما يسمى البرامج الاجتماعية أبرزها «للنشر» على الشاشة عينها (مدة 7 سنوات)، ثم تركه المحطة عام 2014، ها هو يعود من البوابة عينها، في إطار متكرر للبرنامج المذكور، مع خلطة أنماط مختلفة من البرامج تراوح بين الرياضة، والفن، والألعاب، والمشاكل الاجتماعية والسياسية، لكنها لن تجد حتماً طريقاً للانسجام. ضمن حرب «الرايتينغ»، تسابق «هوا الحرية» (إخراج رواد ضوّ)، على lbci و«طوني خليفة» أول من أمس. لا جديد على شاشة «المؤسسة اللبنانية للإرسال». في الموسم الثالث من «هوا الحرية»، أخبرنا معدّ ومقدم البرنامج جو معلوف في بداية الحلقة أنه يعمل ليلاً نهاراً، واعداً المشاهد بـ «بمزيد من النتائج والشفافية». البرنامج استنفد دوره ووظيفته أيضاً في المواسم الماضية تحت مسميّات مختلفة («هوا الحرية»، «حكي جالس»...)، متسلقاً أحياناً على قضايا الناس الذين عَدِموا كل وسيلة للمساعدة في مشاكلهم، ليؤتى بهم ويستخدمون للاستعراض لا أكثر، وتتعرّض إنسانيتهم وكراماتهم للانتهاك. أول من أمس، افتتح معلوف الحلقة بالشعوذة، سارداً قصة عائلة «يسكن الجنّ منزلها»، وكيفية «إخراج أحد المشعوذين للجنّ من جسد الابنة الكبرى للعائلة». بدا أنّ الأخيرة وأمها اللتين حضرتا في الأستديو، تعانيان فعلاً من اضطرابات تم استغلالها، على الهواء، بحضور عالم دين، وطبيب نفسي، والمشعوذ أيضاً. إذاً كانت الانطلاقة متعثّرة، أرجعتنا سنوات إلى الوراء، إلى عصر ظلامي، لبرنامج اعتقد أنّ هذه المواضيع تجلب فعلاً جمهوراً متابعاً. الاستغلال لم يقف هنا، بل شاهدناه في حالة «دونا» المرأة المعنّفة من قبل زوجها. حضرت الأخيرة إلى الأستديو مع ابنتها الكبرى التي بدا عليها أيضاً الاضطراب النفسي والتأثر مما يحصل في منزلها من عنف. هذه الفقرة أيضاً، استخدمت فيها قضية بالغة الحساسية، لصالح تعبئة الهواء بالتفاهات، كأن يقول معلوف إنه اتصل بالزوج و«لم يلمس منه أي عدائية رغم أنه أقرّ بضرب زوجته»! على المقلب الآخر، أتت الحلقة الأولى من برنامج «طوني خليفة» مخيبة. بعد الإعلان الترويجي الذي جمع فيه الإعلامي اللبناني مسيرته المهنية منذ البداية حتى اليوم ضمن شريط سريع يختصر عمل 25 عاماً في الإعلام، لم يأت برنامجه على قدر مضمون هذا الإعلان. رغم حداثة الديكور، ولعبة الإضاءة، واستخدام «العداد» في كل فقرة واستعراضه فريق العمل الكبير نسبياً، وجلبه ضيفين شبه ثابتين للتعليق (جمال فياض ونوار خوري)، إلا أن هذه «الروتوشات»، لم تفِ بالغرض. في بداية الحلقة، سمعنا صراخاً وشتائم متبادلة في الأستديو بين امرأتين تتهم الواحدة الأخرى بأنها المسؤولة عن سقوط ابن إحداهما من الشرفة. بعد لعبة «الأكشن» هذه، تحولنا فوراً إلى فقرة الربح واللعب، ثم إلى السلعة الأكثر مبيعاً «الجنس»، عبر سرد حالة شاب يعرض جسده للبيع، ويتحدث عن تفاصيل علاقاته الجنسية. خلطة الجنس والأكشن، والألعاب، تبعها في نهاية الحلقة، أكشن من نوع آخر تمثل في مقابلة مع الوزير الأسبق أشرف ريفي، وسؤال تكرّر في البرومو يتوجه فيه خليفة إلى ريفي بالقول: «هل تزوّج ابنتك لشاب غير سني؟». انطلاقة مخيّبة لـ «طوني خليفة»، وأخرى تتسم بالهبوط لـ«هوا الحرية». كنا تقريباً أمام مشهد مكرر، عن السنوات الماضية، ولو اختلفت الأسماء والوجوه. إذاً، حمى الاثنين عادت على قواعد الأكشن والجنس والدين.. والإثارة. عدنا إلى نقطة الصفر وسط أزمة حقيقية تعصف بالتلفزيون اللبناني المتخبّط منذ زمن.

* «هوا الحرية» كل اثنين 21:40 على lbci
* «طوني خليفة» كل اثنين 21:30 على «الجديد»

هوا الحرية - الموسم الثالث - الحلقة 1

طوني خليفة - الحلقة 1