أبو علي وأبو فارس في أروقة التلفزيون السوري

  • 0
  • ض
  • ض
أبو علي وأبو فارس في أروقة التلفزيون السوري
بات مخجلاً أن تقول «صباح الخير» بدلاً من «بونجور»

52 ثانية على شاشة الفضائية السورية، أطاحت مقدّمة البرامج ماسة آقبيق، على خلفية خطأ ارتكبته في نطق بيت شعر لأبي العلاء المعرّي، وخطأ آخر باسم الشاعر أبي فراس الحمداني، في برنامج مسابقات بثته المحطّة قبل أيام. هكذا تحوّل «هذا ما جناه أبي عليَّ» إلى «أبي علي»، و أبو فراس إلى «أبو فارس». ما نستغربه تلك الضجة التي رافقت هذه «الحادثة» على مواقع التواصل الاجتماعي، كأنه أمر جلّل، وغير مسبوق. ذلك أن حالة الجهل الثقافي في أروقة التلفزيون السوري تكاد أن تكون معمّمة، فمعظم معدّي البرامج ينتسبون إلى سلالة «أبو علي وأبو فارس» لجهة القص واللصق. ولولا العم «غوغل»، ستتوقّف معظم البرامج، وسيعلن معظم المعدين الإفلاس. المحنة بدأت مذ استغنت المحطات السورية الرسمية عن اللغة الفصحى في التقديم، وبات بإمكان أي شخص يحبّ الشهرة السريعة أن يصبح مذيعاً، وأي فتاة تحسّ بالضجر أن تصبح مذيعة، وبإمكان أي شخص كان موظفاً في وزارة التموين أو بلدية المحافظة أن يصبح معدّاً. كما غابت الرصانة عن المحطات الرسمية في سباق خاسر مع المحطات الخاصة، وبات مخجلاً أن تقول «صباح الخير» بدلاً من «بونجور»، و«مفهوم» بدلاً من «أوكي»، فهناك فرق بين الحضور اللطيف والميوعة، كأن الظهور على الشاشة بالنسبة للمذيعة دورة تدريبية للحصول على عريس، وقصة الشعر بالنسبة للمذيع مصيدة لقنص المعجبات. لا نريد أحفاداً لسيبويه في أروقة الإذاعة والتلفزيون، فقط قليلاً من الثقافة بدلاً من مذيعي ومذيعات البكالوريا شحط.

0 تعليق

التعليقات