أخيراً خرجت المناضلة الفلسطينية عهد التميمي، من أسوار كيان الإحتلال، بعد محاولات عدّة باءت بالفشل، آخرها التوجه الى بلجيكا. هذه المرة، و«بمساعدة الفرنسيين» كما صرّحت الأخيرة، استطاعت أن تحطّ مع عائلتها في عاصمة الأنوار، بدعوة من «الحزب الشيوعي الفرنسي»، بغية المشاركة في الحدث السنوي الذي ينظمه الأخير في ضواحي باريس: إنّه «عيد الإنسانية» (14-16 أيلول/سبتمبر) Fête de l'Humanité، الذي يحرص في كل عام على تفعيل وتظهير القضية الفلسطينية، والتذكير بإنتهاكات الإحتلال لأهل فلسطين. الحدث الذي تشارك فيه أحزاب ومنظمات يسارية عالمية، جهد هذا العام، لإحضار التميمي كضيفة «مرموقة» على الفعالية الفنية والثقافية، مع وصفها بـ «الأيقونة العالمية للمقاومة الفلسطينية». وبالفعل، وقفت المناضلة وهي تلف رقبتها بالكوفية الفلسطينية أمام مئات الآلاف من الجموع، وحدّثتهم عن مآسي الشعب الفلسطيني، سيما من الأطفال والشباب من جيلها، الذين يلقون مصير السجن والتعذيب في أعمار صغيرة. وعلى هامش تواجدها في العاصمة الباريسية، استضافت شبكة «فرانس 24» أمس الشابة ضمن برنامج «حوار» (ترجم الى الإنكليزيةوالفرنسية). صحيح أن التميمي بدت أكبر من عمرها، و«خضعت» لمتطلبات التلفزيون، بظهورها بمكياج قوي، وبطلاء أظافر فاقع اللون، بخلاف الصورة التي عرفت فيها في الميديا، لكن مضمون كلامها ظلّ متركزاً على القضية الفلسطينية وعلى النضال ضد الإحتلال بكل الأشكال. هذا رغم محاولات كثيرة من مقدم البرنامج توفيق مجيد، لتضييع المحور الأساسي للنضال، عبر طرح أسئلة محرجة أحياناً، كسؤالها عن أداء السلطة الفلسطينية، أو ما إذا كانت «مسيّسة»، وأخرى مضلّلة، كالخلط بين المقاومة «السلمية»، و«الشعبية». إذ سألها: «أنت من دعاة المقاومة السلمية ..الصفعة تندرج ضمن العمل السلمي؟». لتجيبه بكل ثقة بأن ما يفعله أي فلسطيني يندرج ضمن «ردة الفعل» على الإحتلال. ولعلّ السؤال الأكثر استفزازاً كان: «أنت كفلسطينية، ماذا تنتظرين من الشاب الإسرائيلي الي بعمرك؟»، تبعه سؤال آخر عن الضجة التي أثيرت أخيراً في توجيهها تحية الى السيد حسن نصر الله. هنا، توجه مجيد بالسؤال كأنه يريد توريطها بالإجابة: «تشعرين بالندم على توجيهك رسالة الى نصر الله؟». هنا، شكرت الشابة من جديد «السيّد»، وأثنت على دعمه للقضية الفلسطينية.
إذاً، تجاوزت الشابة الشقراء كل أفخاخ الشبكة الفرنسية الناطقة بالعربية، وبدت واثقة ومقدامة في كلامها والتعبير عن وعيها السياسي والنضالي المتقدم، وفي إيصال صوتها وصوت الفلسطينيين الى العالم، ونضالهم ضد الإحتلال الإسرائيلي.