المتابع للمقطع المنتشر للصحافي سالم زهران، على شاشة «المنار» أخيراً (برنامج «مع الحدث» الصباحي)، الذي تحدث فيه عن أمير الكويت صباح الأحمد الجابر المبارك الصباح، واتهمه فيه بالإنصياع للأوامر الأميركية، عبر إلغاء عقود النفط مع الصين (قيمة 11 مليار دولار)، والتوقيع مع شركات أميركية، سيجزم بالطبع بأن مضمون الشريط، لا يستأهل كل هذه الضجة المثارة حوله، وحرب الهاشتاغات التي انتشرت في الساعات الأخيرة، على رأسها #المنار_تسيء_الى_ملك_الكويت». حتى واقعاً، تحرّك النائب العام لدى محكمة التمييز سمير حمود، وكلف «المباحث الجنائية المركزية»، بتفريغ مضمون المقابلة، تمهيداً لإتخاذ الإجراء القانوني المناسب. بدا الإستنفار الإفتراضي حتى القضائي مريباً. حتى إن سلمنا جدلاً بأنه حصل إساءة الى ملك الكويت، فإن هذا الأمر لا ينسحب بالطبع على المحطة التي خرج منها هذا الكلام. يأتي ذلك على الرغم من إصدار «المنار»، بياناً واضحاً تؤكد فيه أن ضيوفها «يعبرون عن آرائهم الخاصة»، وأن ما قيل عن الكويت «لا يعكس موقف المنار أبداً»، مع التلميح الى من وصفتهم بـ «الإنتهازيين» الذين يحاولون «تحويل الكلام الى مشكلة مع الكويت». الحملات على قناة «المقاومة» ظلت مستمرة، سيّما من منابر خليجية، أرادت الدخول على هذا الخطّ بغية التحريض على المحطة، والإقتصاص منها، على خلفية سياسية وتصفية الحسابات معها، حتى وصلت بعض الدعوات الى إقفال مكاتب المحطة في الكويت، ومنع مراسليها من دخول البلاد.

إذاً، هي «ليست رمانة»، بل «قلوب مليانة»، اتخذت من كلام أحد ضيوف «المنار» ذريعة للإنقضاض على القناة اللبنانية، وأرادت إيصال البلاد الى أزمة سياسية وشعبية حقيقية.