طرابلس تحترق مجدداً في جولة جديدة بين محوري «جبل محسن» و«باب التبانة». اشتباكات بدأت الجمعة على خلفية ما حصل في عرسال واتهام «حزب الله» بإطلاق الصواريخ على البلدة البقاعية. وفيما انشغلت القنوات المحلية بتكدّس النفايات في بيروت وجبل لبنان، كانت أعداد الضحايا على الجبهتين الشماليتين تتزايد. وكان لافتاً التفاوت في التغطية الإعلامية بين إمرار الحدث كخبر عادي في سياق النشرة، كما فعلت otv، وبين الدخول إلى «باب التبانة» والشارع الفاصل بين المحورين كما فعلت lbci وmtv، بينما آثرت «الجديد» للمرّة الأولى عدم إرسال مراسليها إلى هناك بسبب المخاطر المحدقة بهم.
«طرابلس تحت النار» هو عنوان تقرير لـ lbci الذي دخلت من خلاله إلى أشد الأماكن خطورة: «شارع سوريا» و«باب التبانة». هكذا، استعرض «قادة المحاور» عضلاتهم القتالية أمام الكاميرا، لتستصرحهم المحطة حول أسباب اندلاع الاشتباكات، قبل أن تفضي الأحاديث إلى أنها «مجرد دفاع عن النفس»، مع ربط ما يحدث بـ«قصف حزب الله لعرسال» على حد قولهم. قناة المرّ كانت «سباقة» في تغطيتها، إذ دخلت «باب التبانة» وأجرت مقابلة مع أحد «قادة المحاور» زياد علّوكي المطلوب قضائياً. ركّز التقرير (3 دقائق) على غضب أهالي المنطقة من «تيار المستقبل» وسعد الحريري بعد قبوله تشكيل حكومة تضم «حزب الله». علّوكي اتهم الحريري بـ«خيانة الطائفة السنية»، مهدداً إياه بأنّ «الأمر لن يمرّ مرور الكرام». في التقريرين المذكورين، حضور للضيف الدائم النائب السابق مصطفى علّوش الذي أعاد الأسطوانة عينها، رابطاً بين الاشتباكات الدموية في طرابلس و«سلاح حزب الله غير الشرعي»، نافياً أن يكون للحريري أي صلة بالمجموعات المسلّحة. الغضب من الحريري شكّل مادة دسمة لـ«المنار» التي حذّرت من «انقلاب بعض المجموعات المسلحة على «المستقبل»، ما قد يدخل طرابلس في فوضى أمنية»، وسط حديث عن خطر استهداف مكاتب لـ«التيار الأزرق» هناك من قبل المجموعات التي «أعلنت الانفصال عنه». «الجديد» لم تواكب أحداث عاصمة الشمال ميدانياً لأسباب تمثلت في التهديدات التي تطالها في كل مرة تتطأ أقدام مراسليها أرض الفيحاء. لذا، تريثت القناة ونقلت الصورة من خلال مراسلين في طرابلس، حتى لو اتهمت بالتقصير، إذ يكفي تعليق مراسلتها راشيل كرم على تويتر «حقنا رصاصة» لتتبيّن خطورة ما يواجهه الإعلاميون أثناء تأدية مهمتهم.

يمكنكم متابعة زينب حاوي عبر تويتر | @HawiZeinab