صور أطفال مجزرة «صعدة» المرّوعة والقاسية المنتشرة بطفرة على المنصات الإفتراضية، يقابلها صمت عربي مطبق. لم يحرّك المشهد الناشطين الا ببضعة إستنكارات وإدانات دولية. أطفال استهدفهم ما يسمى بـ «التحالف العربي»، كانوا متواجدين في حافلة تقلهم، تحولوا الى أشلاء مفحمة، في مشهدية دموية لم تهز الرأي العام. أكثر من 51 ضحيةً، و77 جريحاً، جلّهم من الأطفال، قدموا قرابين جديدة، في العدوان السعودي العربي المستمر على اليمن. اللافت بين كل هذه المشهدية الدامية، وقاحة «التحالف»، في إعتبار أن ما ارتكبه يندرج ضمن «العمل العسكري المشروع وفقاً للقانون الدولي». ولعلّ نسبة الوقاحة، كانت أعلى أمس، مع تقرير على طريقة الأنفوغراف، بثته «العربية» بعنوان «أطفال اليمن ضحايا الحوثي». تقرير (0:35)، يتحدث عما أسمته الشبكة بـ «إنتهاكات الحوثيين في تجنيد الأطفال»، اتكأت فيه على ما وصفته بـ «مصادر يمنية»، التي أفادت بأن عدد هؤلاء المجندين يزيد عن 40 ألف طفل. وفي السياق، ذكرت القناة أن «منظمات حقوقية»، تقرّ بأن «ثلثيّ المقاتلين هم من الأطفال».


قلب «العربية» على ما يبدو على أطفال اليمن، مقابل تعتيمها الكامل على ما حصل في صعدة أخيراً، من مجرزة مرّوعة بحقهم، إذ لم يبق منهم سوى بضع حقائب كانت بحوزتهم، واشلاء متفحمة متناثرة. هكذا، وبهذه البروباغندا غير الموفقة، (حتى على سبيل السخرية، لجأت الشبكة السعودية، الى «منظمات حقوقية»، لتنهل منها أرقاماً تخص أطفال اليمن، والإنتهاكات الحاصلة بحقهم). بروباغندا أرادات التعمية على مجازر السعودية، بحق أطفال اليمن، وحاولت تبرير جرائمها. لكن، ما بثته أخيراً، يعيدنا سريعاً الى ما نشرته في الأزمة المندلعة بين بلادها وكندا، من تقارير مضحكة، تحاول تبيان «ظلامية» كندا في تعاطيها مع سجنائها، هكذا حاولت «العربية»، التلطي وراء منظمات حقوقية، لتغطي جرائم أسيادها.