في ظلّ الفورة الرقمية التي نعيشها، سجل مستوى الصحافة التقليدية تراجعاً ملحوظاً حول العالم، مما دفع غالبية المؤسسات الإعلامية إلى تطوير مواقعها على الشبكة العنكبوتية، بينما تخلى الكثير منها عن النسخ الورقية لصالح تلك الإلكترونية. صحيح أنّ أيّاً من الوسائل الإعلامية اللبنانية لم تلجأ إلى هذه الخطوة بعد، لكن بعضها دخل مرحلة جديدة في الصحافة الإلكترونية، مستحدثاً مواقع تساعده على مخاطبة أكبر عدد ممكن من القرّاء، ومواكبة التطوّر التكنولوجي الحاصل، رغم تواضع إمكانات بلاد الأرز على هذا الصعيد.
هكذا، تزامناً مع الذكرى السابعة لاغتيال جبران تويني (1957 ـــ 2005) في 2012، أطلقت صحيفة «النهار» موقعها الإلكتروني في حلة جديدة، بهدف الانتقال إلى التغطية الإخبارية المباشرة على مدار الساعة (الأخبار 20/12/2012). وبعد عام تقريباً، كشفت «السفير» أمس النقاب عن الشكل الجديد لموقعها الذي استغرق الإعداد له عاماً ونصف العام. تغيير تهدف الصحيفة اللبنانية من خلاله إلى «تقديم خدمة إعلاميّة مهمّة، توازي بين السرعة وحاجة القارئ دوماً إلى الخبر على هاتفه وشاشة حاسوبه، وبين رصيدنا كصحيفة لناحية المصداقيّة»، وفق ما قال المدير العام المساعد لـ«السفير» أحمد سلمان في مقال نشرته الجريدة الأربعينية أوّل من أمس. أهم التعديلات تكمن في تغيير الحرف المستخدم وزيادة حجمه، مما يسهل عملية القراءة على الزائر. كما أنّ تقسيم المواد وتوزيعها، مقرون بصور مختلفة الأحجام، أمرٌ يصبّ في الخانة نفسها. وحرصت «السفير» على تمكين المستخدم من الاطلاع على مضمون الملاحق الخاصة بها عبر الموقع الرئيسي، مثل «السفير العربي» و«شباب السفير» و«فلسطين»، فضلاً عن إبراز روابط حساباتها على فايسبوك وتويتر ويوتيوب، وتلك المتعلقة بخدمة الـRSS، وبتطبيقها الخاص بالهواتف والألواح الذكية. وفي إطار الإبقاء على التفاعلية، يعرض المولود الجديد مقاطع فيديو، إضافة إلى مجموعة من الأخبار العاجلة التي ترافق الضيف على شمال الصفحة، مبقياً على خاصية التعليق ومراسلة فريق العمل. وفي أوّل اختبار فعلي، شاءت الصدف أن يتزامن إطلاق موقع «السفير» الجديد مع حدثين مهمين على الصعيد المحلي: تفجير مدينة الهرمل (شمال شرق)، وبدء جلسات المحكمة الدولية الخاصة بلبنان في لاهاي. أفردت «السفير» أمس مساحة للخبرين في أعلى الصفحة الرئيسية، وتحديداً في المساحة المخصصة للأخبار الهامة. لا شك في أنّ التغيير الذي طال شكل الموقع لافت، لكن الإيجابية التي طبعت الصفحة الأولى لا تشمل الصفحات الداخلية التي جاءت مزدحمة بالنصوص، مما قد يزعج عين المتصفح بعض الشيء. على أي حال الحكم على مضمون الموقع وأدائه ما زال مبكراً، خصوصاً أنّ النسخة تجريبية والمشروع يحتاج إلى مزيد من الوقت لينضج. رهان «السفير» اليوم هو تلبية طموحات قرائها ومواكبة متطلبات العصر، مع المحافظة على الدقة والمصداقية.

يمكنكم متابعة نادين كنعان عبر تويتر | @KanaanNadine